باكستان تتنفس الصعداء بعد إعلان القادري فض اعتصامه
صفحة 1 من اصل 1
باكستان تتنفس الصعداء بعد إعلان القادري فض اعتصامه
دخلت الأزمة السياسية في باكستان مرحلة جديدة بعد إعلان طاهر القادري زعيم الحركة الشعبية والأحزاب المتحالفة معه إنهاء اعتصام أنصارهم في قلب العاصمة إسلام آباد والسماح لهم بالرحيل إلى منازلهم بعد نحو 70 يوماً من الاعتصام.
وأعلن القادري عن نجاح المرحلة الأولى مما وصفه بالثورة وتدشين المرحلة الثانية منها عبر سلسلة تظاهرات واعتصامات ستزداد وتيرتها بعد إحياء ذكرى عاشوراء وتشمل كافة مدن وقرى البلاد ولعل من أبرزها في مدينة كراتشي في 25 ديسمبر المقبل.
وأشاد القادري باعتصام أنصاره وأنصار حركة الإنصاف بزعامة عمران خان، وقال إنها ساهمت في توعية الشعب بحقوقه، ورسم القادري تصور حركته بالمشاركة في أي انتخابات مقبلة، مؤكداً أن التغيير قادم لا محالة.
وقد عقد القادري تظاهرة حاشدة لأنصاره يوم الخميس في مدينة أبوت آباد في إقليم خيبر بختون خواه شارك فيها الآلاف، كما عقد تظاهرة في مدينة هاريبور المجاورة لأبوت آباد الجمعة أيد فيهما مطالب محلية بإنشاء إقليم جديد، وجدد مطالب حركته باستقالة الحكومة وتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات والقصاص لنحو سبعة عشر قتيلاً من نشطاء حركته الذين قضوا خلال مواجهات بين قوات الأمن وأنصاره في مدينة لاهور وإسلام آباد، وفي كلمته أقسم القادري أن اعتصام حركته لم ينته بل امتد، ليشمل كافة مناطق البلاد وذلك رداً على تعليقات اعتبرت إعلان القادري فض اعتصامه في العاصمة بمثابة الهزيمة.
الاستمرار في الاعتصام
وعلى عكس موقف القادري أكد عمران خان الاستمرار في اعتصام حزبه في قلب العاصمة حتى استقالة الحكومة ورئيس الوزراء نواز شريف، مجدداً اتهاماته للحزب الحاكم بتزوير الانتخابات السابقة، كما دافع القيادي في الحركة أسد عمر عن جدوى الاعتصام والمظاهرات، معتبرا أن حركة الإنصاف زادت من وعي الشارع ورصيدها الشعبي.
واستبقت حركة الإنصاف الحركة الشعبية بالإعلان عن سلسلة تظاهرات في مختلف المدن، شملت لاهور وكراتشي وفيصل آباد وملتان، كما تشمل التظاهرات مدينة لاركانة في إقليم السند معقل حزب الشعب ثاني أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان ومسقط رأس مؤسسة "ذو الفقار بوتو" في 21 نوفمبر المقبل.
ووجد إعلان القادري فض اعتصام أنصاره ترحيباً من قبل الحكومة ورئيسها نواز شريف، الذي طلب من قادة حزبه تجنب الإدلاء بأي تصريحات تثير حفيظة القادري وأنصاره، وحث وزراء في الحكومة من بينهم وزير السكك الحديدية خواجه سعد رفيق عمران خان على حذو موقف القادري والإعلان عن إنهاء اعتصام أنصار حزبه أيضا.
انتصار القوى الديمقراطية
كما عقد نواز شريف اجتماعاً ضم قادة الكتل البرلمانية رحبوا فيه بموقف القادري واعتبروه انتصاراً للقوى الديمقراطية وموقفها الرافض لأي تغيير غير دستوري للنظام أو من خارج البرلمان، وحثوا نواب حركة الإنصاف بزعامة عمران خان عن العدول عن استقالتهم والعودة إلى قاعة البرلمان ومزاولة دورهم البناء والفعال في المعارضة البرلمانية.
لكن زعماء في المعارضة في المقابل ومن بينهم خورشيد شاه زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الشعب حذروا الحكومة من الإفراط بالتفاؤل، وحثوها على تحسين أدائها وعدم تجاهل أحزاب المعارضة الأخرى التي وقفت إلى جانبها.
وجاء في إعلان القادري إنهاء اعتصام أنصاره في إسلام آباد أنه تم دون أي اتفاق مع الحكومة أو الاستجابة لمطالب حركته، ولعل أبرزها استقالة الحكومة وحل المجالس النيابية وتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات، باستثناء تسجيل الحكومة قضية قتل تحت قانون مكافحة الإرهاب ضد مسؤولين في الحكومة من بينهم رئيس الوزراء نواز شريف وشقيقه شهباز شريف، على عكس الخروج المشرف لاعتصامه عام 2013 بحضور كبار وزراء حكومة حزب الشعب حينها.
خوض الانتخابات المقبلة
ويعزو مراقبون موقف القادري إلى فتور التأييد الشعبي لاعتصام حركته، ناهيك عن نأي الجيش بالتدخل لصالح المعتصمين، وإن كان ذلك على حساب نفوذ شريف في ملفات هامة كالعلاقة مع الهند وأفغانستان والولايات المتحدة ومحاربة الجماعات المسلحة، ويرى الكاتب عامر مير أن موقف القادري يعزز موقف الحكومة في التعامل مع عمران خان.
ويعتبر مير أن إعلان القادري خوض أي انتخابات مقبلة حتى من دون الإصلاحات المرجوة يتناقض مع مواقفه، ويصبح بذلك جزءاً من النظام الذي كان يدعو للانقلاب عليه، ويعتقد الكاتب سيد منهاج الرب أن موقف القادري يترك عمران خان كيتيم سياسي، معتبراً أن اعتصام القادري كان بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها اعتصام حركة الإنصاف، التي أُنهك قادتها وكوادرها بسبب طول فترة الاعتصام والتحضير للتظاهرات.
وإن كانت الحكومة برأي مراقبين قد ربحت جولة فإنها لم تربح معركتها السياسية مع معارضيها، ويرى الكاتب وجاهت علي أن المشهد السياسي في باكستان قد دخل حمى التجمعات والتظاهرات الحزبية المبكرة التي لم تقتصر على حركة الإنصاف والحركة الشعبية، بل طالت حزب الشعب الذي دشن في الثامن عشر من الشهر الجاري المعترك السياسي لزعيمه بلاول زرداري نجل رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو.
كما نظمت الجماعة الإسلامية وجماعة علماء الإسلام تظاهرات مؤخراً، ترقباً لأي مفاجآت أو انتخابات بلدية يسعى حزب الرابطة الحاكم وحزب الشعب أكبر حزبين تمثيلاً في البرلمان إلى تحديد موعدها بما يناسبهما، فيما يبقى الجيش في نظر كثيرين هو من يضبط إيقاع المشهد السياسي في البلاد.
24 / 10 / 2014
وأعلن القادري عن نجاح المرحلة الأولى مما وصفه بالثورة وتدشين المرحلة الثانية منها عبر سلسلة تظاهرات واعتصامات ستزداد وتيرتها بعد إحياء ذكرى عاشوراء وتشمل كافة مدن وقرى البلاد ولعل من أبرزها في مدينة كراتشي في 25 ديسمبر المقبل.
وأشاد القادري باعتصام أنصاره وأنصار حركة الإنصاف بزعامة عمران خان، وقال إنها ساهمت في توعية الشعب بحقوقه، ورسم القادري تصور حركته بالمشاركة في أي انتخابات مقبلة، مؤكداً أن التغيير قادم لا محالة.
وقد عقد القادري تظاهرة حاشدة لأنصاره يوم الخميس في مدينة أبوت آباد في إقليم خيبر بختون خواه شارك فيها الآلاف، كما عقد تظاهرة في مدينة هاريبور المجاورة لأبوت آباد الجمعة أيد فيهما مطالب محلية بإنشاء إقليم جديد، وجدد مطالب حركته باستقالة الحكومة وتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات والقصاص لنحو سبعة عشر قتيلاً من نشطاء حركته الذين قضوا خلال مواجهات بين قوات الأمن وأنصاره في مدينة لاهور وإسلام آباد، وفي كلمته أقسم القادري أن اعتصام حركته لم ينته بل امتد، ليشمل كافة مناطق البلاد وذلك رداً على تعليقات اعتبرت إعلان القادري فض اعتصامه في العاصمة بمثابة الهزيمة.
الاستمرار في الاعتصام
وعلى عكس موقف القادري أكد عمران خان الاستمرار في اعتصام حزبه في قلب العاصمة حتى استقالة الحكومة ورئيس الوزراء نواز شريف، مجدداً اتهاماته للحزب الحاكم بتزوير الانتخابات السابقة، كما دافع القيادي في الحركة أسد عمر عن جدوى الاعتصام والمظاهرات، معتبرا أن حركة الإنصاف زادت من وعي الشارع ورصيدها الشعبي.
واستبقت حركة الإنصاف الحركة الشعبية بالإعلان عن سلسلة تظاهرات في مختلف المدن، شملت لاهور وكراتشي وفيصل آباد وملتان، كما تشمل التظاهرات مدينة لاركانة في إقليم السند معقل حزب الشعب ثاني أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان ومسقط رأس مؤسسة "ذو الفقار بوتو" في 21 نوفمبر المقبل.
ووجد إعلان القادري فض اعتصام أنصاره ترحيباً من قبل الحكومة ورئيسها نواز شريف، الذي طلب من قادة حزبه تجنب الإدلاء بأي تصريحات تثير حفيظة القادري وأنصاره، وحث وزراء في الحكومة من بينهم وزير السكك الحديدية خواجه سعد رفيق عمران خان على حذو موقف القادري والإعلان عن إنهاء اعتصام أنصار حزبه أيضا.
انتصار القوى الديمقراطية
كما عقد نواز شريف اجتماعاً ضم قادة الكتل البرلمانية رحبوا فيه بموقف القادري واعتبروه انتصاراً للقوى الديمقراطية وموقفها الرافض لأي تغيير غير دستوري للنظام أو من خارج البرلمان، وحثوا نواب حركة الإنصاف بزعامة عمران خان عن العدول عن استقالتهم والعودة إلى قاعة البرلمان ومزاولة دورهم البناء والفعال في المعارضة البرلمانية.
لكن زعماء في المعارضة في المقابل ومن بينهم خورشيد شاه زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الشعب حذروا الحكومة من الإفراط بالتفاؤل، وحثوها على تحسين أدائها وعدم تجاهل أحزاب المعارضة الأخرى التي وقفت إلى جانبها.
وجاء في إعلان القادري إنهاء اعتصام أنصاره في إسلام آباد أنه تم دون أي اتفاق مع الحكومة أو الاستجابة لمطالب حركته، ولعل أبرزها استقالة الحكومة وحل المجالس النيابية وتشكيل مفوضية جديدة للانتخابات، باستثناء تسجيل الحكومة قضية قتل تحت قانون مكافحة الإرهاب ضد مسؤولين في الحكومة من بينهم رئيس الوزراء نواز شريف وشقيقه شهباز شريف، على عكس الخروج المشرف لاعتصامه عام 2013 بحضور كبار وزراء حكومة حزب الشعب حينها.
خوض الانتخابات المقبلة
ويعزو مراقبون موقف القادري إلى فتور التأييد الشعبي لاعتصام حركته، ناهيك عن نأي الجيش بالتدخل لصالح المعتصمين، وإن كان ذلك على حساب نفوذ شريف في ملفات هامة كالعلاقة مع الهند وأفغانستان والولايات المتحدة ومحاربة الجماعات المسلحة، ويرى الكاتب عامر مير أن موقف القادري يعزز موقف الحكومة في التعامل مع عمران خان.
ويعتبر مير أن إعلان القادري خوض أي انتخابات مقبلة حتى من دون الإصلاحات المرجوة يتناقض مع مواقفه، ويصبح بذلك جزءاً من النظام الذي كان يدعو للانقلاب عليه، ويعتقد الكاتب سيد منهاج الرب أن موقف القادري يترك عمران خان كيتيم سياسي، معتبراً أن اعتصام القادري كان بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها اعتصام حركة الإنصاف، التي أُنهك قادتها وكوادرها بسبب طول فترة الاعتصام والتحضير للتظاهرات.
وإن كانت الحكومة برأي مراقبين قد ربحت جولة فإنها لم تربح معركتها السياسية مع معارضيها، ويرى الكاتب وجاهت علي أن المشهد السياسي في باكستان قد دخل حمى التجمعات والتظاهرات الحزبية المبكرة التي لم تقتصر على حركة الإنصاف والحركة الشعبية، بل طالت حزب الشعب الذي دشن في الثامن عشر من الشهر الجاري المعترك السياسي لزعيمه بلاول زرداري نجل رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو.
كما نظمت الجماعة الإسلامية وجماعة علماء الإسلام تظاهرات مؤخراً، ترقباً لأي مفاجآت أو انتخابات بلدية يسعى حزب الرابطة الحاكم وحزب الشعب أكبر حزبين تمثيلاً في البرلمان إلى تحديد موعدها بما يناسبهما، فيما يبقى الجيش في نظر كثيرين هو من يضبط إيقاع المشهد السياسي في البلاد.
24 / 10 / 2014
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» باكستان : القادري يعلن إستمرار الاعتصام السلمي
» باكستان: القادري يمنح زرداري "فرصة أخيرة"
» جيش باكستان ينفي صلته بعودة ظهور الزعيم الديني "القادري"
» باكستان: القادري يقدم التماسا لإعادة تشكيل مفوضية الانتخابات
» إعلان حالة الاستنفار الأمني في باكستان تحسبًا لوقوع أي أعمال عنف احتجاجًا على الفيلم المسىء للإسلام
» باكستان: القادري يمنح زرداري "فرصة أخيرة"
» جيش باكستان ينفي صلته بعودة ظهور الزعيم الديني "القادري"
» باكستان: القادري يقدم التماسا لإعادة تشكيل مفوضية الانتخابات
» إعلان حالة الاستنفار الأمني في باكستان تحسبًا لوقوع أي أعمال عنف احتجاجًا على الفيلم المسىء للإسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى