محلل كويتي يتوقع قيام القذافي بترويع سكان المدن المحررة بالقصف والعمليات الانتحارية

في ضوء التطورات الميدانية القتالية المتسارعة في الساحة الليبية التي كان عنوانها الأبرز "دخول قوات الثوار إلى العاصمة طرابلس" بعد قتال عنيف دام قرابة الستة أشهر، وما تلا ذلك من أحداث متلاحقة كان أكثرها إثارة، اعتقال سيف الإسلام القذافي ثم رؤيته حرا طليقا، إلى سيناريوهات مصير العقيد معمر القذافي وأمد الصراع المسلح الدائر هناك، أكد الباحث الكويتي في الشؤون السياسية والإعلامية عبدالرحمن المسفر العجمي أن القذافي لايزال يملك القدرة على الانتقام من خلال إطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات الانتحارية، مشيرا إلى أن معركة طرابلس ليست نهاية المطاف.

وقال العجمي إن ضربات الناتو المكثفة على مقر باب العزيزية وصغر هذه المساحة التي تحتشد فيها قوات النخبة المكلفة بحماية القذافي وإدارة العمليات القتالية للوحدات الأخرى، ربما دفعت القذافي إلى عقد صفقة مع المجلس الانتقالي الليبي المؤقت، يقوم بموجبه الأخير بتوفير "معبر آمن للقذافي" لخروجه وأبنائه من طرابلس من دون قتال أو مقاومة، وهو ما كرره مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي في وعود علنية سابقة، مرجحا أن يكون اللواء "البراني اشكال" قائد كتيبة محمد المقريف من لعب دور الوسيط في تأمين انسحاب قوات القذافي المشتملة على أسلحة ثقيلة ،كالدبابات والمدرعات ومدافع الهاوتزر والراجمات إلى مناطق بني وليد وسرت وغيرهما، مستندا إلى اعتراف مصطفى عبدالجليل بوجود محادثات بينه وبين اللواء البراني منذ شهرين.

وأضاف العجمي أن هذا الاحتمال قد يكون واردا بقوة لأنه قد يحقق ما يرجوه المتصارعان من مكاسب وقتية ملحة، موضحا بأن المجلس الانتقالي لا يرغب بمزيد من الدماء وليس بوسع قواته غير النظامية حسم المعارك بكفاءة في مواجهة كتائب القذافي المدربة، كما أن القذافي يريد إطالة أمد الصراع بنقل موقع القيادة إلى مدينة " سرت" حيث هي مسقط رأسه وفيها من الأنصار والتجهيزات العسكرية ما يمكن أن يزيد من فرص مناورته ومشاغلته للثوار أسابيع أخرى، مستشهدا بوابل صواريخ "سكود" أرض أرض التي أطلقتها قوات القذافي من سرت على مدينة مصراتة بعد انسحاب قيادتها من طرابلس.

ولم يستبعد الباحث العجمي أن يكون الثوار قد سارعوا بإطلاق سراح نجل الزعيم معمر القذافي سيف الإسلام، بعد ورود تهديدات انتقامية جدية من الكتائب الموالية للقذافي، منوها بأن الأمر أيضا قد ينطبق على الابن الأكبر للقذافي الذي أشاع المجلس الانتقالي الليبي هروبه، متذرعا بضعف مستوى تدريب عناصر الثوار التي قامت باحتجازه.

وشدد على أن القذافي ما زال قادرا على تنفيذ عمليات إجرامية بحق شعبه، كإطلاق صواريخ "سكود" على سكان طرابلس ومصراتة والزاوية وربما حتى بنغازي، ما لم تقم طائرات حلف الناتو بتعقب منصات الإطلاق وتدميرها، متوقعا أن تستأنف كتائب القذافي عملياتها القتالية باستخدام القصف المدفعي والصاروخي العشوائيين على الأحياء المدنية مصحوبة بهجمات مدرعة ومشاة آلية محدودة، بعد أن تلتقط أنفاسها وتستجمع قواها وتعيد تأهيل خطوط إمدادها، معبرا عن قلقه من احتمال لجوء القذافي إلى خلط الأوراق عبر تكثيف العمليات الانتحارية ونصب الكمائن وتفخيخ بعض الأماكن العامة واستغلال الفضاء الصحراوي والجوار الجغرافي في تشجيع فكرة حروب العصابات.

وأشار الباحث الكويتي عبدالرحمن المسفر العجمي إلى أن ليبيا لن تستقر ما دام القذافي وابنه سيف الإسلام طليقين، محذرا من خسائر فادحة قد يمنى بها الثوار المتجهون إلى " سرت" في حال سوء تقديرهم للموقف العسكري الميداني في تلك المدينة وما حولها.