خلاعة أم كلثوم وحشمة جاد شويري ...من غني ..أنا الخلاعة والدلاعة مذهبي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خلاعة أم كلثوم وحشمة جاد شويري ...من غني ..أنا الخلاعة والدلاعة مذهبي
أيهما أشد قسوة علي الفن والفنان، أن تكون عليه رقابة رسمية ورقيب ميري يمتلك مقصا لا راد لقضائه، أو رقابة شعبية جماهيرية؟
دعني أقول لك، في الواقع ليس أصعب علي الفن من أن يتولي الفنان بنفسه الرقابة علي نفسه ومنع إبداعه وفنه من المنبع.
وقد حكي لي الإذاعي المخضرم الراحل جلال الغزالي موقفا للفنان الكبير صلاح جاهين، يقول جلال: كنا في سهرة في شقتي، ودخل جاهين يبدو مستغرقا ومهموما.
كنا نعرف أن هذا معناه أن جاهين مشغول بعمل فني جديد فتركناه، لكن استغراق جاهين طال فسألته: «إيه يا صلاح اللي شاغلك؟» فأجاب: أصلي باكتب أغنية للست «يقصد أم كلثوم» اسمها «ثوار» التي أصبحت من كلاسيكيات الأغاني الوطنية، ولكنني أقف أمام كلمة محيراني، تقول الأغنية إن الشعب يسير مع البطل اللي جابه..
وهنا احتار جاهين من الذي «جاب» عبدالناصر؟ جاهين قال للغزالي، حسب روايته لي، إن الود وده أن يقول الحقيقة وهي أن البطل «جابه الجيش» لكن هذا «لا يجوز»، كما أنه لا يريد أن يكذب ويقول اللي «جابه الشعب»، لأن الشعب لم يأت بناصر ولا بغيره
المهم أن صلاح استقر في النهاية علي الجملة التي وردت في الأغنية بصوت أم كلثوم: مع البطل اللي جابه «القدر»!!
قد يري البعض في حيرة جاهين نوعا من الإخلاص للفن وللحقيقة، وهي بالطبع كذلك، غير أننا نري هنا أشد أنواع الرقابة، وهي أن تعمل بمبدأ كفي بنفسك عليك اليوم رقيبا.
وبمناسبة أم كلثوم لا ننسي بالطبع الأغنية التي غنتها عام 1926 وتقول كلماتها: «أنا الخلاعة والدلاعة مذهبي»، أم كلثوم غنت تلك الأغنية تمشيا مع موضة تلك الأيام وهي «الهنك والرنك» التي يقول عنهما فتحي غانم في كتابه «الفن في حياتنا»: كان المغني في مصر يثير الناس ويطربهم بشيء اسمه «الهنك والرنك» وهي الميوعة والطراوة في الغناء، ابتكرها محمد عثمان منذ أيام الخديو إسماعيل وحفلاته الباذخة، إذ يقضي المغني عشر ساعات متتالية وهو يتلاعب بصوته مرددا جملة أو شطرا من قصيدة، وكانت منيرة المهدية تثير حواس المستمعين ببحة في صوتها فيها طابع جنسي يشبه بحة الأغاني التي يغنيها الأمريكيون اليوم في أغانيهم الراقصة.
لكن كان هناك أفندي اسمه أحمد رامي، كان يحب أم كلثوم، وكان يحب لها أن تسعي لتكوين صورة ذهنية لدي المستمعين، تكون هذه الصورة مهيبة ومحتشمة ومحترمة.
كان رامي يري أن هذا يجعل فرص أم كلثوم في النجاح تزيد، وهكذا أقنع أحمد أفندي رامي الآنسة أم كلثوم أن تمنع بنفسها هذه الأغنية وأن تعوض الشركة المنتجة، لكن الشركة المنتجة رفضت، فتوصلوا إلي حل وسط، وهو أن تعيد أم كلثوم الأغنية بكلمات أخف وطأة هي: «أنا اللطافة والخفافة مذهبي»
هل كان من قبيل الصدفة أن يحدث هذا في نفس العام الذي سحب طه حسين كتابه «في الشعر الجاهلي» وأعاد طباعته مخففا تحت عنوان «في الأدب الجاهلي»؟ مجرد تساؤل.
المهم في قصة أم كلثوم تلك أن الفن العربي عرف من خلالها الطريق نحو الرقابة الذاتية حيث يقوم الفنان بنفسه بحمل المقص علي طريقة: «بيدي لا بيد عمرو».
إن فكرة الحفاظ علي الصورة التي سنتها أم كلثوم جعلت الجميع من بعدها يخافون علي صورتهم، ولو بأثر رجعي، تعالوا نستعير مثالا من السينما، فعندما قامت «ثورة» يوليو كان الفنان أنور وجدي يقوم بتصوير فيلم «دهب»، تمهل أنور وجدي فلم يتم الفيلم وبالتالي طرحه في الأسواق حتي «بانت لبة» الثورة الناشئة، واتضح أنها تقوم بإصلاح زراعي «وشكلها داخلة علي اشتراكية»، فكتب علي أفيشات الفيلم، حسب رواية الأستاذ علي أبوشادي، مدير جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية، الفيلم الاستعراضي «الاشتراكي» الكبير دهب.
لم يكتف أنور وجدي بذلك بل قام بمحو صورة الملك فاروق من كل نسخ أفلامه، قام بمسحها طواعية دون أن يطلب منه أحد ذلك، ولعلك تلاحظ ذلك بوضوح في أغنية «عاشق الروح» التي غناها عبدالوهاب في فيلم «غزل البنات» الذي أنتجه وأخرجه أنور وجدي عام 1949، أي قبل الثورة، كانت صورة الملك في خلفية المشهد، وكان حذفها بدائيا، لفت إليها الانتباه بدلا من أن يصرف عنها النظر.
كان سلوك وجدي رائدا فقام الجميع بتقليم أظافره قبل أن تقلمها لهم الثورة، فحذفوا جميع المشاهد والكوبليهات التي تغنوا بها للملك وأشهرها «يا ليلة العيد أنستينا» التي نسمعها علي أنها في ليلة عيد الفطر أو بالكثير عيد الأضحي مع أنها كانت بمناسبة «عيد» جلوس الملك علي العرش، أم كلثوم حذفت الكوبليه الخاص بالملك، ومشيت.
صحيح أن «توجهات الثورة» بعدها توحي بأنها كانت علي استعداد لحذف كل هذا بنفسها وبالقوة، لكن بلا شك فإن سلوك الفنانين بقيادة أنور وجدي مهد الطريق، وزينه بالورود، لهذه التوجهات لكي تظهر وتتوغل وتنتشر وتستمر.
الرقابة الذاتية، وبأثر رجعي، من أجل الحفاظ علي صورة الفنان وعلاقته بالدولة وبالناس استمرت بعد ذلك فهذه كانت مجرد بداية، ولعلنا نتذكر جميعا المحامي الشهير مجدي العمروسي الذي صاحب عبدالحليم في رحلته خطوة بخطوة من الأربعينيات وحتي رحيله في 1977، بل إن البعض يقسم أن علاقة العمروسي بالعندليب توثقت أكثر بعد وفاة حليم، وأصبح هو المالك لشركة «صوت الفن» التي تمتلك بدورها كل تراث عبدالحليم.
ومع بداية التسعينيات ومع امتداد المد المتطرف دينيا، وانتشار حوادث التفجير بدأ العمروسي في مراجعة ما لديه من تراث، بالطبع لم تكن لديه الجرأة علي حذف أجزاء من أغاني حليم بصوته، فتلك الأغنيات هي التي يعيش عليها صاحبنا، لكنه تبني حملة أخري وهي أن يتولي مطربو الشركة وقتها، سمية قيصر، وأصالة، وأسامة الشريف وغيرهم، عملية تنقية تراث حليم، وهكذا ظهرت عدة نسخ مشوهة من أغاني عبدالحليم، فتم حذف الكوبليه الذي يقول: «قدر أحمق الخطي» من أغنية «لست قلبي»، وتغيرت كلمات «علي حسب وداد قلبي» لتصبح: «راح اسلم للمكتوب» بدلا من «لا هاسلم للمكتوب ولا هارضي أبات مغلوب»، واستمر «مقص» العمروسي يحذف ويبدل في أغاني العندليب كما يشاء، والغريب أنه كان يبدو متحمسا ومزهوا بما يفعل، وأذكر أنني التقيته في مقر الشركة عام 1996 وسألته عن السر في هذا فأجابني بجملة واحدة: «البلد مش مستحملة» واعتبر النقاش منتهيا.
غير أن ما فعله أنور وجدي في الخمسينيات والعمروسي في التسعينيات أتي علي عكس ما فعله الأبنودي بشعره وغنائه، والأبنودي فعلها مرتين في الأولي كان قد كتب أغنية في أعقاب حل الحزب الشيوعي المصري في الستينيات، ربما كانت «حدتو» لا أذكر، كانت أغنية تحمل أملا في عودة الحزب، وكان مطلعها يقول: «مسير الشمس يا غالي تنور فوق سنين عمري» غير أن القبضة الأمنية علي اليسار المصري وقتها جعلته يعيد كلمات الأغنية لتتحول إلي أغنية عاطفية لحنها بليغ حمدي وغنتها نجاة الصغيرة، أما المرة الثانية فقد كنت شاهدا عليها شخصيا.
كان الأبنودي قد كتب قصيدة في رثاء وتمجيد خالد الإسلامبولي الذي اغتال السادات، كانت قصيدة جميلة وشجية وطويلة لكنه حذفها من جميع الطبعات الحديثة لدواوينه، وفي عام 1998 كان الأبنودي ضيفا علي المركز الثقافي الروسي، وكنا مجموعة كبيرة من الطلاب نحضر الأمسية طلبنا منه أن يلقي القصيدة، رفض في بداية الأمر بلباقة، غير أن إلحاحنا في طلبها جعله يقول بمنتهي الضيق: «ابقوا قولوها في أحزابكم السرية».
لا أظننا بحاجة إلي مزيد من القصص حول رقابة الفنان لنفسه، تلك الرقابة التي تفتح بابا للعديد من علامات الاستفهام والتعجب، وربما الاستنكار، لهذا الفنان الذي يبدو منبطحا بطبعه، مستسلما بالسليقة، ضعيفا بالفطرة غير أن هذا لا يمنع أن نختم بما صرح به «المطرب» - تجاوزا - جاد شويري لإحدي محررات الفن إذ صرح لها بأن رغبته الحقيقة هي أن يقدم مشاهد ساخنة جدا في كليباته، لولا أنه في مجتمع محتشم بطبعه وله «سقف» في السخونة يجب علي الفنان ألا يتجاوزه.
فعلا.
سبحان الله علي القرن العشرين الذي بدأ بخلاعة أم كلثوم لينتهي باحتشام جاد شويري!!
مؤمن المحمدي
دعني أقول لك، في الواقع ليس أصعب علي الفن من أن يتولي الفنان بنفسه الرقابة علي نفسه ومنع إبداعه وفنه من المنبع.
وقد حكي لي الإذاعي المخضرم الراحل جلال الغزالي موقفا للفنان الكبير صلاح جاهين، يقول جلال: كنا في سهرة في شقتي، ودخل جاهين يبدو مستغرقا ومهموما.
كنا نعرف أن هذا معناه أن جاهين مشغول بعمل فني جديد فتركناه، لكن استغراق جاهين طال فسألته: «إيه يا صلاح اللي شاغلك؟» فأجاب: أصلي باكتب أغنية للست «يقصد أم كلثوم» اسمها «ثوار» التي أصبحت من كلاسيكيات الأغاني الوطنية، ولكنني أقف أمام كلمة محيراني، تقول الأغنية إن الشعب يسير مع البطل اللي جابه..
وهنا احتار جاهين من الذي «جاب» عبدالناصر؟ جاهين قال للغزالي، حسب روايته لي، إن الود وده أن يقول الحقيقة وهي أن البطل «جابه الجيش» لكن هذا «لا يجوز»، كما أنه لا يريد أن يكذب ويقول اللي «جابه الشعب»، لأن الشعب لم يأت بناصر ولا بغيره
المهم أن صلاح استقر في النهاية علي الجملة التي وردت في الأغنية بصوت أم كلثوم: مع البطل اللي جابه «القدر»!!
قد يري البعض في حيرة جاهين نوعا من الإخلاص للفن وللحقيقة، وهي بالطبع كذلك، غير أننا نري هنا أشد أنواع الرقابة، وهي أن تعمل بمبدأ كفي بنفسك عليك اليوم رقيبا.
وبمناسبة أم كلثوم لا ننسي بالطبع الأغنية التي غنتها عام 1926 وتقول كلماتها: «أنا الخلاعة والدلاعة مذهبي»، أم كلثوم غنت تلك الأغنية تمشيا مع موضة تلك الأيام وهي «الهنك والرنك» التي يقول عنهما فتحي غانم في كتابه «الفن في حياتنا»: كان المغني في مصر يثير الناس ويطربهم بشيء اسمه «الهنك والرنك» وهي الميوعة والطراوة في الغناء، ابتكرها محمد عثمان منذ أيام الخديو إسماعيل وحفلاته الباذخة، إذ يقضي المغني عشر ساعات متتالية وهو يتلاعب بصوته مرددا جملة أو شطرا من قصيدة، وكانت منيرة المهدية تثير حواس المستمعين ببحة في صوتها فيها طابع جنسي يشبه بحة الأغاني التي يغنيها الأمريكيون اليوم في أغانيهم الراقصة.
لكن كان هناك أفندي اسمه أحمد رامي، كان يحب أم كلثوم، وكان يحب لها أن تسعي لتكوين صورة ذهنية لدي المستمعين، تكون هذه الصورة مهيبة ومحتشمة ومحترمة.
كان رامي يري أن هذا يجعل فرص أم كلثوم في النجاح تزيد، وهكذا أقنع أحمد أفندي رامي الآنسة أم كلثوم أن تمنع بنفسها هذه الأغنية وأن تعوض الشركة المنتجة، لكن الشركة المنتجة رفضت، فتوصلوا إلي حل وسط، وهو أن تعيد أم كلثوم الأغنية بكلمات أخف وطأة هي: «أنا اللطافة والخفافة مذهبي»
هل كان من قبيل الصدفة أن يحدث هذا في نفس العام الذي سحب طه حسين كتابه «في الشعر الجاهلي» وأعاد طباعته مخففا تحت عنوان «في الأدب الجاهلي»؟ مجرد تساؤل.
المهم في قصة أم كلثوم تلك أن الفن العربي عرف من خلالها الطريق نحو الرقابة الذاتية حيث يقوم الفنان بنفسه بحمل المقص علي طريقة: «بيدي لا بيد عمرو».
إن فكرة الحفاظ علي الصورة التي سنتها أم كلثوم جعلت الجميع من بعدها يخافون علي صورتهم، ولو بأثر رجعي، تعالوا نستعير مثالا من السينما، فعندما قامت «ثورة» يوليو كان الفنان أنور وجدي يقوم بتصوير فيلم «دهب»، تمهل أنور وجدي فلم يتم الفيلم وبالتالي طرحه في الأسواق حتي «بانت لبة» الثورة الناشئة، واتضح أنها تقوم بإصلاح زراعي «وشكلها داخلة علي اشتراكية»، فكتب علي أفيشات الفيلم، حسب رواية الأستاذ علي أبوشادي، مدير جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية، الفيلم الاستعراضي «الاشتراكي» الكبير دهب.
لم يكتف أنور وجدي بذلك بل قام بمحو صورة الملك فاروق من كل نسخ أفلامه، قام بمسحها طواعية دون أن يطلب منه أحد ذلك، ولعلك تلاحظ ذلك بوضوح في أغنية «عاشق الروح» التي غناها عبدالوهاب في فيلم «غزل البنات» الذي أنتجه وأخرجه أنور وجدي عام 1949، أي قبل الثورة، كانت صورة الملك في خلفية المشهد، وكان حذفها بدائيا، لفت إليها الانتباه بدلا من أن يصرف عنها النظر.
كان سلوك وجدي رائدا فقام الجميع بتقليم أظافره قبل أن تقلمها لهم الثورة، فحذفوا جميع المشاهد والكوبليهات التي تغنوا بها للملك وأشهرها «يا ليلة العيد أنستينا» التي نسمعها علي أنها في ليلة عيد الفطر أو بالكثير عيد الأضحي مع أنها كانت بمناسبة «عيد» جلوس الملك علي العرش، أم كلثوم حذفت الكوبليه الخاص بالملك، ومشيت.
صحيح أن «توجهات الثورة» بعدها توحي بأنها كانت علي استعداد لحذف كل هذا بنفسها وبالقوة، لكن بلا شك فإن سلوك الفنانين بقيادة أنور وجدي مهد الطريق، وزينه بالورود، لهذه التوجهات لكي تظهر وتتوغل وتنتشر وتستمر.
الرقابة الذاتية، وبأثر رجعي، من أجل الحفاظ علي صورة الفنان وعلاقته بالدولة وبالناس استمرت بعد ذلك فهذه كانت مجرد بداية، ولعلنا نتذكر جميعا المحامي الشهير مجدي العمروسي الذي صاحب عبدالحليم في رحلته خطوة بخطوة من الأربعينيات وحتي رحيله في 1977، بل إن البعض يقسم أن علاقة العمروسي بالعندليب توثقت أكثر بعد وفاة حليم، وأصبح هو المالك لشركة «صوت الفن» التي تمتلك بدورها كل تراث عبدالحليم.
ومع بداية التسعينيات ومع امتداد المد المتطرف دينيا، وانتشار حوادث التفجير بدأ العمروسي في مراجعة ما لديه من تراث، بالطبع لم تكن لديه الجرأة علي حذف أجزاء من أغاني حليم بصوته، فتلك الأغنيات هي التي يعيش عليها صاحبنا، لكنه تبني حملة أخري وهي أن يتولي مطربو الشركة وقتها، سمية قيصر، وأصالة، وأسامة الشريف وغيرهم، عملية تنقية تراث حليم، وهكذا ظهرت عدة نسخ مشوهة من أغاني عبدالحليم، فتم حذف الكوبليه الذي يقول: «قدر أحمق الخطي» من أغنية «لست قلبي»، وتغيرت كلمات «علي حسب وداد قلبي» لتصبح: «راح اسلم للمكتوب» بدلا من «لا هاسلم للمكتوب ولا هارضي أبات مغلوب»، واستمر «مقص» العمروسي يحذف ويبدل في أغاني العندليب كما يشاء، والغريب أنه كان يبدو متحمسا ومزهوا بما يفعل، وأذكر أنني التقيته في مقر الشركة عام 1996 وسألته عن السر في هذا فأجابني بجملة واحدة: «البلد مش مستحملة» واعتبر النقاش منتهيا.
غير أن ما فعله أنور وجدي في الخمسينيات والعمروسي في التسعينيات أتي علي عكس ما فعله الأبنودي بشعره وغنائه، والأبنودي فعلها مرتين في الأولي كان قد كتب أغنية في أعقاب حل الحزب الشيوعي المصري في الستينيات، ربما كانت «حدتو» لا أذكر، كانت أغنية تحمل أملا في عودة الحزب، وكان مطلعها يقول: «مسير الشمس يا غالي تنور فوق سنين عمري» غير أن القبضة الأمنية علي اليسار المصري وقتها جعلته يعيد كلمات الأغنية لتتحول إلي أغنية عاطفية لحنها بليغ حمدي وغنتها نجاة الصغيرة، أما المرة الثانية فقد كنت شاهدا عليها شخصيا.
كان الأبنودي قد كتب قصيدة في رثاء وتمجيد خالد الإسلامبولي الذي اغتال السادات، كانت قصيدة جميلة وشجية وطويلة لكنه حذفها من جميع الطبعات الحديثة لدواوينه، وفي عام 1998 كان الأبنودي ضيفا علي المركز الثقافي الروسي، وكنا مجموعة كبيرة من الطلاب نحضر الأمسية طلبنا منه أن يلقي القصيدة، رفض في بداية الأمر بلباقة، غير أن إلحاحنا في طلبها جعله يقول بمنتهي الضيق: «ابقوا قولوها في أحزابكم السرية».
لا أظننا بحاجة إلي مزيد من القصص حول رقابة الفنان لنفسه، تلك الرقابة التي تفتح بابا للعديد من علامات الاستفهام والتعجب، وربما الاستنكار، لهذا الفنان الذي يبدو منبطحا بطبعه، مستسلما بالسليقة، ضعيفا بالفطرة غير أن هذا لا يمنع أن نختم بما صرح به «المطرب» - تجاوزا - جاد شويري لإحدي محررات الفن إذ صرح لها بأن رغبته الحقيقة هي أن يقدم مشاهد ساخنة جدا في كليباته، لولا أنه في مجتمع محتشم بطبعه وله «سقف» في السخونة يجب علي الفنان ألا يتجاوزه.
فعلا.
سبحان الله علي القرن العشرين الذي بدأ بخلاعة أم كلثوم لينتهي باحتشام جاد شويري!!
مؤمن المحمدي
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
رد: خلاعة أم كلثوم وحشمة جاد شويري ...من غني ..أنا الخلاعة والدلاعة مذهبي
خلاعة ام كلثوم !!
نشأت في السنبلاوين من بيت متدين محافظ
فضلها على الجيش المصري في نشأته كان ايرادات الحفلات كلها للجيش
نشأت في السنبلاوين من بيت متدين محافظ
فضلها على الجيش المصري في نشأته كان ايرادات الحفلات كلها للجيش
المشرف العام- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 236
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
رد: خلاعة أم كلثوم وحشمة جاد شويري ...من غني ..أنا الخلاعة والدلاعة مذهبي
يُرجى قراءة المقال أولاً
قبل التعقيب
قبل التعقيب
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
المشرف العام- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 236
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 03/09/2011
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى