صحافي غزي يُقيم حفل زفافه داخل خيمة الاعتصام التضامني مع الأسرى

وسط مشاعر مختلطة انتابت مئات المواطنين الذين قصدوا خيمة الاعتصام وسط مدينة غزة، للتضامن مع الأسرى الذين يخوضون إضراباً عن الطعام لليوم الثامن عشر على التوالي، بدا العريس نصر أبو فول صامتاً، بينما كان يمسك بطفلي أخيه الأسير (علي) المعتقل منذ 2006م، وقد حبس دموعه ومشاعره وسط الحضور الكثيف وبين زملائه وأصدقائه وأقاربه.

وأشار أبو فول، وهو صحافي وناشط في قضايا الأسرى والناطق باسم الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، إلى أن فرحته ناقصة بالتأكيد. وقال لـ"العربية.نت": "كنت اتمنى أن يشاركني أخي الأسير (علي) فرحتي بيوم زفافي، لكن هذا الأمر خارج عن إرادتنا جميعاً".

وأكد أبو فول أن قضية الأسرى الفلسطينيين "أهم القضايا التي يجب أن تطرح في المحافل الدولية والمحلية، سيما وأنها تنبثق عنها قضايا اجتماعية وإنسانية كزوجات وأطفال وذوي الأسرى".

وتعتقل إسرائيل نحو 6500 أسير فلسطيني موزعين على عدد من سجونها المختلفة. مؤخراً أُعلن عن صفقة تبادل 1027 أسير وأسيرة فلسطينية مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ومن المقرر أن تبدأ إسرائيل بإطلاق سراح 450 أسير كأول دفعة.

ويعتبر عرس الناشط في قضايا الأسرى أبو فول، واحدة من سلسلة فعاليات يقوم بها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام داخل سجون إسرائيل، للمطالبة بتحسين ظروف حياتهم المعيشية.

وقال أبو فول، الذي زف عصر اليوم عريساً وسط مئات صور المعتقلين الفلسطينيين المعلقة على جدران خيمة الاعتصام "المجتمع الدولي يقف صامتا أمام قضية الأسرى، في وقت أقام الدنيا ولم يقعدها حول أسر جندي إسرائيلي واحد. هؤلاء يكيلون بمكيالين في هذا الخصوص، وبالتالي علينا أن نتحرك نحن من الداخل للوقوف بجانب أسرانا".

وحضر حفل الزفاف عشرات الأسرى المحررين وأهالي الأسرى والصحافيين ونشطاء المجتمع المدني والداعمين لقضايا الأسرى.

وتمنت زوجة الأسير علي أبو فول، أن يكون زوجها بجانب أخيه العريس. وقالت أم محمد لـ"العربية.نت": "كم تمنيت أن يكون اسم زوجي ضمن إطار صفقة تبادل الأسرى، خاصة وأنه يعاني من الفشل الكلوي، ويحتاج إلى رعاية تامة".

وأضافت زوجة الأسير "نحن ذوي أسرى المعتقلين من غزة، محرومون من زيارة أسرانا، ضمن سياسة الحصار التي تتبعها إسرائيل منذ سنوات. لذلك يجب أن يكون هناك دور دولي وأممي فعّال من أجل إنهاء معاناة الأسرى وأسرهم".