عمران خان يواصل حملاته السياسية لإنقاذ البلاد
صفحة 1 من اصل 1
عمران خان يواصل حملاته السياسية لإنقاذ البلاد
بعد سنوات من العمل على هامش عالم السياسة، أصبح الكثيرون في باكستان ينظرون إلى لاعب الكركيت الباكستاني السابق، ورجل البر والإحسان الحالي، ورئيس حزب الحركة من أجل العدالة، باعتباره المنقذ والمخلص للشعب في باكستان.
ففي تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1998 شهدت مدينة لاهور تظاهرة، تحمل ملصقات إعلانية ضخمة، لكل من محمد علي جناح مؤسس باكستان، وعمران خان الولد الشقي ولاعب الكريكيت الباكستاني السابق. كما حملت التظاهرة شعارات تردد عبارة "من ينقذ باكستان؟". كان ذلك في مسقط رأس خان، عندما بدأ نشاطه السياسي. وبعد ذلك توالت أنشطة خان لحشد الاستقطاب السياسي له، تحت الشعارات نفسها، بلوني الحزب الأخضر والأحمر، وظلت على هذا الحال المتواضع لعدة سنوات، بالمنوال نفسه، من دون تصاعد.
إلا أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تطورًا نوعيًا في حياة عمران خان السياسية، فقد بدأ يتصدر استطلاعات الرأي في الشارع الباكستاني، كما أنه ولأول مرة بدأ الكثير من الشخصيات السياسية الكبيرة في الانشقاق عن أحزابها، والانضمام إلى حزب عمران خان. وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي شهد مؤتمره السياسي، في مدينة لاهور، حضورًا جماهيريًا، لا يقل عن 100 ألف مؤيد. كما شهدت مدينة كراتشي أخيرًا "حشودًا ضخمة مؤيدة له". ويقول المراقبون إن "هذه الحشود المؤيدة تضم فئات متنوعة من الشارع الباكستاني، ما بين أفراد من الطبقة المتوسطة الميسورة، وأفراد من النخبة، وأفراد من العمال وأصحاب المتاجر والصيادلة ومدراء المدارس". كما لاحظ المراقبون "تأييد الشباب لعمران خان، في بلد 66% من سكانه هم من الشباب.
يُذكر أن عمران خان، 59 عامًا، كان قد نشأ في ظل أسرة تتمع بالثراء في لاهور، وهو عرقيًا ينتمي إلى طائفة البشتون أو الباتان. وقد لمع نجمه في عالم رياضة الكريكيت، وحمل شارة كابتن الفريق القومي الباكستاني، في العام 1982.
وقد حملت أول سيرة ذاتية له في العام 1992 بعنوان "نظرة شاملة" تاريخ تألقه الرياضي وتغلبه على الإصابة التي كانت تتهدد مستقبله الرياضي وعودته من الاعتزال لقيادة الفريق القومي الباكستاني مرة أخرى نحو المجد الذي جعل منه واحدًا من أشهر وأفضل لاعبي الكريكيت على الإطلاق. وفي العام 1995 تزوج من جيميما غولدسميت ابنة الميلياردير البريطاني الراحل جيمس غولد سميث والتي اعتنقت الإسلام، وانتقلت معه إلى باكستان وهناك أنجبا طفلين.
وفي منتصف التسعينات تغيرت مفاهيم خان تغييرًا جذريًا، وذلك بتأثير من وفاة أمه بمرض السرطان، الأمر الذي جعله ينشئ مستشفي لعلاج السرطان تحمل اسم شوكت خانوم تخليدًا لذكراها. وقد نجح في جمع رأسمالها من جمع التبرعات وحصيلة بيع الكؤوس التي سبق وأن حصل عليها. وذلك في بلد المعروف عنه أن الأغنياء فيه لا يدفعون الضرائب كما أن القوي فيه يتأسد على الضعيف مثلما يستأسد الضعيف على من هو أضعف منه.
وسرعان ما امتدت طموحاته إلى أبعد من مجرد النشاط في مجال البر والإحسان والأعمال الخيرية. ففي العام 1996 قام بتأسيس حزبه السياسي من دون تخطيط ودعم مالي ودونما القوة المطلوبة لممارسة اللعبة السياسية، وهي كلها أمور تتطلبها أصل اللعبة السياسية القاسية.
وفي العام 1999 استبعدت بنظير بوتو إمكان أن يصبح خان منافسًا لها، وقالت إن "الناس لا يحبونه مثلما يحبونها"، وأعربت عن "استعدادها لتعيينه وزيرًا في حكومتها". وتجدر الإشارة إلى أن "خان لم يعانِ مثلما عانت بنظير بوتو التي تم نفيها من قبل عدة أشهر". كما أن حزبه لم يحصل على أي مقعد في أول انتخابات يشارك فيه الحزب. والسبب في ذلك أن سياساته لم تكن واضحة، كما أن حلوله الاقتصادية لم تكن محددة المعالم. لكن ذلك لم يمنع التزامه بالنهج المحافظ والوطنية العميقة والتدين القوي والإعراب عن سخطه بالفساد المنتشر في البلاد وكراهية الغرب.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن "الفشل السياسي سيكون مصيره وعلى الرغم من انهيار زواجه وقلة الدعم، لكن خان استمر في مواصلة حملاته السياسية".
وعلى مدار العقد الماضي دأب خان على توجيه انتقادات لاذعة لعلاقة بلاده بالولايات المتحدة، وذلك في ظل استمرار قيام الطائرات الأميركية بلا طيار بممارسة أعمال القتل للميلشيات والقرويين في مناطق غربي باكستان، إضافة إلى مقتل بن لادن ومقتل الكثير من الجنود الباكستانيين على يد قوات حلف الناتو بالقرب من الحدود مع أفغانستان.
وعلى الرغم من أن خان لا يختلف كثيرًا عن غيره من زعماء السياسة في باكستان لكن اسمه يتردد بقوة على ألسنة الكثيرين من الشارع الباكستاني.
وينظر خصوم خان ولاسيما هؤلاء الذين يمثلون النخبة من الليبراليين، إليه باعتباره رجعيًا خطيرًا، وأضحوكة في نظر الجيش شبه الإسلامي. يُذكر أن بنظير على بوتو التي سبق وأن قللت من شأن طموحات خان السياسية، كانت قد تعرضت للاغتيال قبل أربع سنوات، وتولى زوجها أسيف علي زارداري الذي أصبح الآن هدفًا لانتقادات وسخط عمران خان.
والواقع أن ما يريده لاعب الكريكيت السابق ليس مجرد شعارات سياسية، وإنما هو في حاجة ماسة إلى أن تكون له سياسات محددة المعالم وأيديولوجية متماسكة الأركان، ومع ذلك فهو لايزال يردد على أسماع مؤيديه عبارة "الايمان بباكستان"، ولايزال أنصاره يرددون سؤالًا "من يستطيع إنقاذ باكستان؟" ويرددون الإجابة "عمران خان، عمران خان".
العرب اليوم
ففي تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1998 شهدت مدينة لاهور تظاهرة، تحمل ملصقات إعلانية ضخمة، لكل من محمد علي جناح مؤسس باكستان، وعمران خان الولد الشقي ولاعب الكريكيت الباكستاني السابق. كما حملت التظاهرة شعارات تردد عبارة "من ينقذ باكستان؟". كان ذلك في مسقط رأس خان، عندما بدأ نشاطه السياسي. وبعد ذلك توالت أنشطة خان لحشد الاستقطاب السياسي له، تحت الشعارات نفسها، بلوني الحزب الأخضر والأحمر، وظلت على هذا الحال المتواضع لعدة سنوات، بالمنوال نفسه، من دون تصاعد.
إلا أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تطورًا نوعيًا في حياة عمران خان السياسية، فقد بدأ يتصدر استطلاعات الرأي في الشارع الباكستاني، كما أنه ولأول مرة بدأ الكثير من الشخصيات السياسية الكبيرة في الانشقاق عن أحزابها، والانضمام إلى حزب عمران خان. وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي شهد مؤتمره السياسي، في مدينة لاهور، حضورًا جماهيريًا، لا يقل عن 100 ألف مؤيد. كما شهدت مدينة كراتشي أخيرًا "حشودًا ضخمة مؤيدة له". ويقول المراقبون إن "هذه الحشود المؤيدة تضم فئات متنوعة من الشارع الباكستاني، ما بين أفراد من الطبقة المتوسطة الميسورة، وأفراد من النخبة، وأفراد من العمال وأصحاب المتاجر والصيادلة ومدراء المدارس". كما لاحظ المراقبون "تأييد الشباب لعمران خان، في بلد 66% من سكانه هم من الشباب.
يُذكر أن عمران خان، 59 عامًا، كان قد نشأ في ظل أسرة تتمع بالثراء في لاهور، وهو عرقيًا ينتمي إلى طائفة البشتون أو الباتان. وقد لمع نجمه في عالم رياضة الكريكيت، وحمل شارة كابتن الفريق القومي الباكستاني، في العام 1982.
وقد حملت أول سيرة ذاتية له في العام 1992 بعنوان "نظرة شاملة" تاريخ تألقه الرياضي وتغلبه على الإصابة التي كانت تتهدد مستقبله الرياضي وعودته من الاعتزال لقيادة الفريق القومي الباكستاني مرة أخرى نحو المجد الذي جعل منه واحدًا من أشهر وأفضل لاعبي الكريكيت على الإطلاق. وفي العام 1995 تزوج من جيميما غولدسميت ابنة الميلياردير البريطاني الراحل جيمس غولد سميث والتي اعتنقت الإسلام، وانتقلت معه إلى باكستان وهناك أنجبا طفلين.
وفي منتصف التسعينات تغيرت مفاهيم خان تغييرًا جذريًا، وذلك بتأثير من وفاة أمه بمرض السرطان، الأمر الذي جعله ينشئ مستشفي لعلاج السرطان تحمل اسم شوكت خانوم تخليدًا لذكراها. وقد نجح في جمع رأسمالها من جمع التبرعات وحصيلة بيع الكؤوس التي سبق وأن حصل عليها. وذلك في بلد المعروف عنه أن الأغنياء فيه لا يدفعون الضرائب كما أن القوي فيه يتأسد على الضعيف مثلما يستأسد الضعيف على من هو أضعف منه.
وسرعان ما امتدت طموحاته إلى أبعد من مجرد النشاط في مجال البر والإحسان والأعمال الخيرية. ففي العام 1996 قام بتأسيس حزبه السياسي من دون تخطيط ودعم مالي ودونما القوة المطلوبة لممارسة اللعبة السياسية، وهي كلها أمور تتطلبها أصل اللعبة السياسية القاسية.
وفي العام 1999 استبعدت بنظير بوتو إمكان أن يصبح خان منافسًا لها، وقالت إن "الناس لا يحبونه مثلما يحبونها"، وأعربت عن "استعدادها لتعيينه وزيرًا في حكومتها". وتجدر الإشارة إلى أن "خان لم يعانِ مثلما عانت بنظير بوتو التي تم نفيها من قبل عدة أشهر". كما أن حزبه لم يحصل على أي مقعد في أول انتخابات يشارك فيه الحزب. والسبب في ذلك أن سياساته لم تكن واضحة، كما أن حلوله الاقتصادية لم تكن محددة المعالم. لكن ذلك لم يمنع التزامه بالنهج المحافظ والوطنية العميقة والتدين القوي والإعراب عن سخطه بالفساد المنتشر في البلاد وكراهية الغرب.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن "الفشل السياسي سيكون مصيره وعلى الرغم من انهيار زواجه وقلة الدعم، لكن خان استمر في مواصلة حملاته السياسية".
وعلى مدار العقد الماضي دأب خان على توجيه انتقادات لاذعة لعلاقة بلاده بالولايات المتحدة، وذلك في ظل استمرار قيام الطائرات الأميركية بلا طيار بممارسة أعمال القتل للميلشيات والقرويين في مناطق غربي باكستان، إضافة إلى مقتل بن لادن ومقتل الكثير من الجنود الباكستانيين على يد قوات حلف الناتو بالقرب من الحدود مع أفغانستان.
وعلى الرغم من أن خان لا يختلف كثيرًا عن غيره من زعماء السياسة في باكستان لكن اسمه يتردد بقوة على ألسنة الكثيرين من الشارع الباكستاني.
وينظر خصوم خان ولاسيما هؤلاء الذين يمثلون النخبة من الليبراليين، إليه باعتباره رجعيًا خطيرًا، وأضحوكة في نظر الجيش شبه الإسلامي. يُذكر أن بنظير على بوتو التي سبق وأن قللت من شأن طموحات خان السياسية، كانت قد تعرضت للاغتيال قبل أربع سنوات، وتولى زوجها أسيف علي زارداري الذي أصبح الآن هدفًا لانتقادات وسخط عمران خان.
والواقع أن ما يريده لاعب الكريكيت السابق ليس مجرد شعارات سياسية، وإنما هو في حاجة ماسة إلى أن تكون له سياسات محددة المعالم وأيديولوجية متماسكة الأركان، ومع ذلك فهو لايزال يردد على أسماع مؤيديه عبارة "الايمان بباكستان"، ولايزال أنصاره يرددون سؤالًا "من يستطيع إنقاذ باكستان؟" ويرددون الإجابة "عمران خان، عمران خان".
العرب اليوم
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» تفجير قرب بيشاور والجيش يواصل هجمات سوات
» شفيق يواصل مطاردته لمرسي.. والفرق يتقلص إلى 15.2%
» #باكستان .. الجيش يواصل ضرب المسلحين شمال #وزيرستان
» انهيار تاريخي بوول ستريت ...
» عمران خان يطمح الى ثورة
» شفيق يواصل مطاردته لمرسي.. والفرق يتقلص إلى 15.2%
» #باكستان .. الجيش يواصل ضرب المسلحين شمال #وزيرستان
» انهيار تاريخي بوول ستريت ...
» عمران خان يطمح الى ثورة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى