"العباءة الخليجية" استثمار رابح لمصممي الأزياء

أصبحت "العباءة" الخليجية مؤخرا تنافس في أسعارها أزياء المصممين في الخليج، خصوصا بعد الإضافات التي دخلت إليها من الباب العريض، من مجوهرات وكريستال والألوان الزاهية.

وبات الزي الذي يرمز للحشمة والوقار بالنسبة للمرأة العربية عامة والخليجية خاصة، يتماشى مع صيحات الموضة وإن بخجل. وفي كل موسم تتطور العباءة وتتلون على أيدي المصممين الذين يتنافسون سنوياً لتقديم ما يرضي ذوق المرأة الخليجية.

وتظل العباءة بتقليديتها وعصريتها الأكثر طلباً في الأسواق الخليجية، لذا تشكل استثماراً جيداً لعدد كبير من المصممين والمصممات الخليجيين، خصوصا وأنها تمثل الزي الرسمي، وتستخدمها المرأة في حياتها العادية، ناهيك عن المناسبات والحفلات والأعراس.

ففي حين كانت تقف عند "ستايل" أو أسلوب واحد لا يتغير، باتت اليوم أكثر حداثة من حيث الشكل والإضافات. وأدخلت عليها تعديلات كثيرة مثل إضافة الكريستال والذهب والمجوهرات وبعض الألوان الزاهية، للخروج من اللون الأسود الثابت.

ما جعل أسعارها اليوم تتصاعد، حتى لامس سعر بعضها آلاف الدولارات بحسب الإضافات المرغوبة.

السعوديات يفضلن اللون الكحلي
ولا تخلوا خزانة المرأة السعودية من 4 عباءات على الأقل، إحداها للحفلات الرسمية وأخرى للتسوق وثالثة للعمل ورابعة للسفر، ولكل عباءة ميزة تختلف عن الأخرى.

وفي هذا السياق، أوضحت مصممة الأزياء السعودية زيزي لـ"العربية.نت" أن كل سيدة من زبائنها لا بد أن تمتلك على الأقل 4 عباءات لمختلف المناسبات والأماكن، لافتة إلى أن السعر يختلف باختلاف نوعية القماش، مستطردة أن السعر قد يصل إلى 10 آلاف ريال سعودي.

وأضافت، أن السيدات بالسعودية يفضلن العباءات ذات اللون الكحلي والذي بدأ ينافس اللون الأسود التقليدي خاصة في مدينة جدة ،فيما يبقى اللون الأسود هو الدارج في كل مدن المملكة والخليج العربي.

من جانبها، قالت نوف محمد طالبة جامعية لـ"العربية.نت": "ارتدي عباءة خاصة بالجامعة وهي خالية من أي زخرفة أو أي تصميم مختلف، حيث يمنع ارتداء العباءات ذات النقوش الألوان بالمدارس والجامعات، مكتفية بالقماش الممتاز الذي زاد من سعرها، إذ بلغت تكلفتها 1000 ريال سعودي، فيما بلغت تكلفة العباءة الخاصة بحضور الحفلات والمناسبات الـ 3000 ريال سعودي، كونها تصميم خاص يحتوي على بعض الرسمات.

30 ألف درهم لارتدائها مرتين
في المقابل، كشفت مصممة الأزياء الإمارتية أمل أبوكويك لـ"العربية.نت" أن المرأة الإمارتية مستعدة لدفع مبلغ 30 ألف درهم في عباءة ترتديها لمرتين فقط، فيما ترتدي العباءة الخاصة بالعمل لمدة أسبوعين، مشيرة إلى أن أقل عباءة ممكن أن ترتديها السيدة الإمارتية تكلف 3 آلاف ريال فقط.

وأضافت أن 95% من الفتيات بالإمارات يفضلن العباءات الملونة فيما اقتصرت العباءة السوداء اللون على الفئة العمرية الأكبر، مشيرة إلى توجههم للأحزمة في تصميم العباءة وخاصة الأحزمة المغربية.

وذكرت أن عدد العباءات التي تستهلكها المرأة الإمارتية في الشهر لا تقل عن 10، ما يأكل نصف دخلها الشهري إن كانت عاملة كونها لا ترتدي العباءة الخاصة بالعمل لأكثر من اسبوعين، مؤكدة تعلق الإماراتيات بالعباءة رغم الانفتاح الذي تتمتع به دولتهم، إلا في سفرهم للخارج فقط.

المتاجرة بالعادات
يذكر أن عدداً من السيدات لجأن إلى تصميم العباءات والترويج لتصاميمها بأنفسهن، مستخدمات مواقع التواصل الاجتماعي في عمليات الترويج وبأسعار بسيطة، الأمر الذي جعل الإقبال عليها أكبر نتيجة لارتفاع اسعار العباءات في المحال الشهيرة.

وقد ساهم تمسك الخليجيات بدينهن وعاداتهن وتقاليدهن وارتدائهن للعباءة بشكل دائم في مختلف المناسبات في نجاح المتاجرة بالعباءات، إضافة إلى بحث المرأة الخليجية عن الأناقة إسوة بكل نساء العالم مع الحفاظ على زيها الخليجي الأمر الذي جعل مصممي العباءات ينافسون مصممي الأزياء نتيجة الإقبال الكبير عليهم.