زوجي الحاضر الغائب.. متى تعود؟!
صفحة 1 من اصل 1
زوجي الحاضر الغائب.. متى تعود؟!
"تعبت كثيرا ومللت من حياتي التي لا تنتهي مسئولياتها، فمنذ أن تزوجت وزوجي غائب عن البيت، ليتركني أقوم بدور الأب والأم معا،علاوة على مسئولياتي الأخرى من القيام بشؤون المنزل والأسرة من طعام، وشراب، ودراسة، ولباس، وعلاج، وحتى شؤون السفر والترفيه، وحتى لا يحتدم الخلاف بيننا حاولت التحدث معه أكثر من مرة معه دون جدوى، فهو يرى أنه يغيب عن البيت ليوفر لنا حياة كريمة، وعلي تقدير ذلك"
هذا ما ورد على لسان "سهام.ك"، ليصف لنا مدى المعاناة التي تتكبدها سهام يوميا في ظل غياب دور زوجها وأبو أبنائها، رغم وجوده معها في نفس البيت، إلا أنه اكتفى بدور ممول الأسرة، مبررا غيابه عن رعاية أسرته ومتابعة شئونها بأنه يعمل ويكافح من أجل تحقيق حياة كريمة لزوجته وأبنائه.
حاضر غائب
سهام لم تكن هي الزوجة الوحيدة التي تعاني من الزوج الحاضر الغائب، فهناك العديد من الزوجات نقلن عبر "رسالة المرأة" معاناتهن من نفس المشكلة، معربين عن حاجتهن لمساعدة أزواجهن ومساندتهن في تربية أبنائهن، وتوجيههم وإرشادهم للطريق السوي.
تقول "غادة. ا": أنا متزوجة من ست سنوات تقريبا، وطوال هذه السنوات الطوال لم أتذكر أن زوجي ساعدني في شئ، فبمجرد وضعي طفلي الأول، تحملت كافة المسئوليات من رعاية الصغير، والقيام بمتطلبات المنزل، ومتطلبات الزوج، ودور زوجي الوحيد هو الإنفاق، حتى أنني مللت هذه المعيشة، وطالما حلمت بالانفصال، ومما يزيد الطين بله أن يوم راحته الوحيد يفضل أن يقضيه برفقة أصدقائه، زاعما أنه لا يستطيع الاستمتاع به معي ومع أولاده، فهو طوال أيام الأسبوع يعمل ويكافح من أجلنا، ومن حقه أن يحصل على قسط من الراحة، أما أنا فلا أفعل شئ، فأنا أمكث دائما في البيت، وكل ما أفعله تفعله كافة الزوجات.
أما "رويده.م" فتقول: زوجي يذهب إلى العمل يوميا من الساعة السابعة ويعود الساعة الرابعة، وبمجرد أن يعود من عمله، يتناول غذائه، ويذهب للفراش فهو مجهد ويحتاج لوقت من الراحة، وبعد أن يستيقظ يظل جالسا على الكمبيوتر حتى وقت النوم، وعلي أنا تلبية كافة مطالبه، وكذلك مطالب أولادي من تربية وتدريس وعلاج، مقابل إنفاقه على الأسرة، وكثيرا ما تحدثنا في هذا الأمر، وأخبرته أنني لا أستطيع تحمل كل هذه المشاق، ولكن دون جدوى، الأمر الذي يساهم في اندلاع الكثير من المشاجرات شيه اليومية، وكثيرا ما لامني أبنائي لأنني أعاتب زوجي كثيرا في هذا الأمر، قائلين: نحن تعودنا على غيابه، فأبي حاضر غائب.
وبدورها أشارت "ناهد.م " إلى أن أولادها اعتادوا على غياب والدهم، وأنهم نظموا حياتهم على أنه غير موجود، لدرجه أن والدهم إذا مكث في المنزل وحاول ممارسة سلطاته، ترتبك حياتهم، ويشعرون بأن شخص غريب معم، فهو نفسيا غائب عن التوجيه والإرشاد، ودائما ما يكون مجهدا، ويحجر على أنشطة البيت، حتى يأخذ قسطًا من الراحة.
في حين أكدت "صفيه .ع" على أن غياب الزوج عن المنزل، وقيامة فقط بدور الممول لا ينعكس بالسلب على الأبناء فحسب بل أيضا على الزوجة، التي لا تعاني فقط من تعدد مسئولياتها، ولكنها تعاني أكثر من الفراغ العاطفي، فعلاقاتها بزوجها تنحصر في إطار الحديث العام بعيداً من أي مشاركات حقيقة في المسؤوليات العائلية اليومية والنشاطات الاجتماعية وحتى الترفيهية، أو العلاقات الخاصة.
وتابعت: الفراغ العاطفي الذي يتركه غياب الزوج عن حياة زوجته، بغض النظر عن أسبابه ومن المسؤول عنه، يؤثر بشكل سلبي على الزوجة وقد يسبب لها الكثير من المشكلات النفسية، التي يمكن أن تنعكس بشكل سلبي على عائلتها، حيث تعزز لدى الأبناء فكرة الإهمال، وانعدام وجود المشاعر الإيجابية، ومبدأ المشاركة الأسرية.
دور مهم
لكن ترى ما هو الدور الواجب على رب الأسرة القيام به؟
ولماذا يقبل الزوج بهذا الدور كصفته ممول، ويتخلي عن دوره الأهم في كونه راع الأسرة؟
وما هي العواقب التي تعود على الأبناء والزوجات جراء تنصل الزوج من هذا الدور؟
أشار خبراء علم النفس إلى أهمية الدور الذي يلعبه الأب في حياة الأسرة والأبناء، حيث يتمتع بمكانة نفسية تتصف بالسيطرة والسلطة والضبط والربط داخل الأسرة، وأنه إذا أهمل الأب أسرته وتهاون في رعايتها يحدث خلل نفسي عند أفراد الأسرة، حيث يشعرون أنهم يعيشون في جو غير صحي نفسيا، مما يؤدى إلى التفكك الأسرى، خاصة في المجتمعات العربية التي تعد مجتمعات ذكورية، حيث يلعب فيها الأب دور القائد، مشيرين إلى أن دور الأم هو تخفيف حدة التوتر بين الأب والأبناء، بسبب ارتباطها النفسي بهم، وعدم تشددها وقسوتها عليهم بحكم أنها تكون متعاطفة أكثر مع الأبناء، فهي تلعب دورا معادلا نفسيا لدور الأب، وأنه في حالة عدم قيام أي منهما بدوره تختل الأدوار، ويحدث حالة من العزلة بين الأب وبقية أفراد الأسرة، الذين يعتبرونه دخيلا عليهم أو ضيفا لساعات معدودة.
وطالبوا الأب أن يسعى لتحقيق عامل التوازن النفسي للأسرة سواء للأم أو للأبناء، وعدم الاكتفاء بدور الممول أو الضيف، والبحث عن طريقة للتواصل مع الأبناء وإشعارهم أنه موجود في كل لحظة يحتاجون فيها إليه كقائد لسفينة الأسرة، وعدم الاعتماد الكامل على الأمهات في علمية التربية، لأن الطفل السليم هو الطفل الذي ينشأ في بيئة سليمة وصحية نفسيا.
الزوج والزوجة السبب
ومن جهتها حملت نجلاء محفوظ مستشارة بالقسم الاجتماعي بشبكة "إسلام أون لاين"، ورئيسة القسم الأدبي المناوبة بجريدة الأهرام المصرية، الزوج والزوجة المسئولية وراء هروب الزوج من القيام بأدواره، واكتفائه بدور الممول، قائلة: هناك بعض الزوجات يريدن حصر دور الزوج في الممول، بل ويجاهدن لإغلاق هذه الدائرة عليه، وعدم السماح له بالقفز خارجها، وكذلك هناك نسبة لا باس بها من الرجال يشجعون الأبناء والزوجات على رؤيتهم في دور الممول، عندما يغفلون أهمية الترويح عن النفس داخل البيت، ويكتفون بالترفيه عن النفس خارجه، من خلال علاقاتهم مع الزملاء والأصدقاء.
وحذرت نجلاء محفوظ من عواقب هذا الأمر حيث يزيد من التباعد بين الأب وبين أفراد أسرته، وتدريجيا تزحف أسباب الجفوة المتبادلة، حتى يشعر كل من الأبناء والزوجات بأن الفترة التي يقضيها الأب داخل البيت هي أوقات مزعجة لرجل عابس يكثر من الحديث عن متاعبه من أجلهم، وأن الزوج الذي يقوم فقط بدور الممول تنسحب من داخله تدريجيا مشاعر الود تجاه زوجته وأحيانا تجاه أولاده أيضا ويحس بأنهم يحاولون عصره ليقدم لهم أفضل عطاء مادي ممكن، علاوة على معاناة الجميع من افتقاد واضح للدفء الأسري، وعدم الحصول على القدر الكافي من الإشباع العاطفي الذي يساعدهم على مواجهة الضغوط اليومية، ليتحول الأب إلى رجل غريب قي بيته اعتادت الأسرة على غيابه المعنوي، واستطاعت تدبير أمورها بعيدا عنه، بل لعلهم استراحوا إلى ذلك، وقاموا بتنظيم كل شيء، حتى أصبح حضوره يشكل أمرا طارئا قد يسبب لهم الإزعاج.
وأشارت المستشارة الاجتماعية إلى أن الممول الذكي هو الذي يستمتع بثمار استثماراته، ويفرح بنتائجها الرائعة، مما يمده بطاقة جبارة على مضاعفة جهوده الواعية في العمل، وينمي من انتعاشه الداخلي بقدرته على إسعاد من حوله، كما أنه سيشعر بالرضا عن نجاحه في زواجه وسعادته بأسرته، وستصبح أسرته أكثر حنانا وأقل استنزافا لموارده المادية، وأفضل استعدادا لتحمل أي ضائقة مالية تمر بها الأسرة، وهذا ما لا تفعله الزوجة وكذلك الأبناء الذين يتعاملون مع رب الأسرة على أنه مجرد ممول لطلباتهم المادية.
ونصحت الزوج بتخصيص نصف ساعة يوميا لتبادل الحديث الودي مع أولاده، والاستماع إلى حكاياتهم وتزويدهم بخبراته, مما يساهم في إقامة روابط عاطفية قوية مع أولاده، ويكونوا مستعدون لتلقي نصائحه، وأنه على الأب المشغول بعمله الاتصال الهاتفي خلال اليوم والسؤال عن أحوال أسرته، ومداعبتهم ببعض كلمات الحب والود، وكذلك على الأب المسافر التواصل مع أسرته من خلال الاتصالات عبر الكمبيوتر، مما يساعد الزوج على القيام بدوري الأب والزوج، والاستمتاع بمزاياهما المتعددة، وألا يقتصر دوره على الممول فقط ،وتكبد تكاليفه مع أناس لا يشعرون بتعبه ولا يفضلون صحبته، وتتزايد المسافات العاطفية بينهم يوما بعد يوم، وهو الخاسر الأعظم دون أن يدري.
طريقة مثمرة للتربية
ولأن التربية مسئولية كبيرة على عاتق الطرفين، تؤكد الدكتورة أميمة مصطفي كامل ـ أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية النوعية بالقاهرة على ضرورة اتفاق الوالدين على أسلوب تنشئة أبنائهما بدلا من تنازعهما، لأن الشجار يحدث خلل في شخصية الطفل، ويضعف استيعابه للأمور ويشعره بالتوجس من كل شئ.
وقدمت الدكتورة أميمة سبع نصائح للآباء والأمهات تساعدهم على تحديد تربية الأبناء بطريقة مثمرة ومميزة، منها:
ـ على الأب إظهار العاطفة والمودة والرعاية الجسدية للطفل لأنها لا تقتصر علي الأم وحدها.
ـ الاتفاق المسبق بين الوالدين علي ردود الفعل تجاه تصرفات الطفل حتى لا يدخلا في نزاعات أمامه تنعكس سلبياً عليه.
ـ الاتفاق علي نوعية الجزاء والعقاب لتصرفات الطفل لتأكيد القيم السائدة داخل المنزل، وحماية الطفل من الحيرة والتشويش في أدائه وسلوكياته العامة.
ـ أن يكون هناك أسلوب متفق عليه بشأن التعامل مع الطفل في الهدايا والحوافز، حتى لا يستغل الطفل اختلاف الأبوين لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المالية.
ـ عدم التمييز في المعاملة بين الأبناء .
ـ علي الأب أن يدرك أن الزوجة في حاجة إلى المحبة والاهتمام العاطفي والنفسي خصوصا مع أعباء التربية والقيام بالواجبات المنزلية، وأن عليه مساندتها عاطفيا ومساعدتها في الأعباء المنزلية.
ـ يجب على الزوج التخلي عن بعض المفاهيم والعادات البالية التي تكتسبها المجتمعات التقليدية، والتي تقلص دور الرجل أو الأب في تنشئة الأطفال وتجعل مشاركته متواضعة ومقتصرة علي التمويل فقط, فلابد من التوجه إلي المشاركة الفعالة في بناء شخصية الطفل.
رشا عرفة
هذا ما ورد على لسان "سهام.ك"، ليصف لنا مدى المعاناة التي تتكبدها سهام يوميا في ظل غياب دور زوجها وأبو أبنائها، رغم وجوده معها في نفس البيت، إلا أنه اكتفى بدور ممول الأسرة، مبررا غيابه عن رعاية أسرته ومتابعة شئونها بأنه يعمل ويكافح من أجل تحقيق حياة كريمة لزوجته وأبنائه.
حاضر غائب
سهام لم تكن هي الزوجة الوحيدة التي تعاني من الزوج الحاضر الغائب، فهناك العديد من الزوجات نقلن عبر "رسالة المرأة" معاناتهن من نفس المشكلة، معربين عن حاجتهن لمساعدة أزواجهن ومساندتهن في تربية أبنائهن، وتوجيههم وإرشادهم للطريق السوي.
تقول "غادة. ا": أنا متزوجة من ست سنوات تقريبا، وطوال هذه السنوات الطوال لم أتذكر أن زوجي ساعدني في شئ، فبمجرد وضعي طفلي الأول، تحملت كافة المسئوليات من رعاية الصغير، والقيام بمتطلبات المنزل، ومتطلبات الزوج، ودور زوجي الوحيد هو الإنفاق، حتى أنني مللت هذه المعيشة، وطالما حلمت بالانفصال، ومما يزيد الطين بله أن يوم راحته الوحيد يفضل أن يقضيه برفقة أصدقائه، زاعما أنه لا يستطيع الاستمتاع به معي ومع أولاده، فهو طوال أيام الأسبوع يعمل ويكافح من أجلنا، ومن حقه أن يحصل على قسط من الراحة، أما أنا فلا أفعل شئ، فأنا أمكث دائما في البيت، وكل ما أفعله تفعله كافة الزوجات.
أما "رويده.م" فتقول: زوجي يذهب إلى العمل يوميا من الساعة السابعة ويعود الساعة الرابعة، وبمجرد أن يعود من عمله، يتناول غذائه، ويذهب للفراش فهو مجهد ويحتاج لوقت من الراحة، وبعد أن يستيقظ يظل جالسا على الكمبيوتر حتى وقت النوم، وعلي أنا تلبية كافة مطالبه، وكذلك مطالب أولادي من تربية وتدريس وعلاج، مقابل إنفاقه على الأسرة، وكثيرا ما تحدثنا في هذا الأمر، وأخبرته أنني لا أستطيع تحمل كل هذه المشاق، ولكن دون جدوى، الأمر الذي يساهم في اندلاع الكثير من المشاجرات شيه اليومية، وكثيرا ما لامني أبنائي لأنني أعاتب زوجي كثيرا في هذا الأمر، قائلين: نحن تعودنا على غيابه، فأبي حاضر غائب.
وبدورها أشارت "ناهد.م " إلى أن أولادها اعتادوا على غياب والدهم، وأنهم نظموا حياتهم على أنه غير موجود، لدرجه أن والدهم إذا مكث في المنزل وحاول ممارسة سلطاته، ترتبك حياتهم، ويشعرون بأن شخص غريب معم، فهو نفسيا غائب عن التوجيه والإرشاد، ودائما ما يكون مجهدا، ويحجر على أنشطة البيت، حتى يأخذ قسطًا من الراحة.
في حين أكدت "صفيه .ع" على أن غياب الزوج عن المنزل، وقيامة فقط بدور الممول لا ينعكس بالسلب على الأبناء فحسب بل أيضا على الزوجة، التي لا تعاني فقط من تعدد مسئولياتها، ولكنها تعاني أكثر من الفراغ العاطفي، فعلاقاتها بزوجها تنحصر في إطار الحديث العام بعيداً من أي مشاركات حقيقة في المسؤوليات العائلية اليومية والنشاطات الاجتماعية وحتى الترفيهية، أو العلاقات الخاصة.
وتابعت: الفراغ العاطفي الذي يتركه غياب الزوج عن حياة زوجته، بغض النظر عن أسبابه ومن المسؤول عنه، يؤثر بشكل سلبي على الزوجة وقد يسبب لها الكثير من المشكلات النفسية، التي يمكن أن تنعكس بشكل سلبي على عائلتها، حيث تعزز لدى الأبناء فكرة الإهمال، وانعدام وجود المشاعر الإيجابية، ومبدأ المشاركة الأسرية.
دور مهم
لكن ترى ما هو الدور الواجب على رب الأسرة القيام به؟
ولماذا يقبل الزوج بهذا الدور كصفته ممول، ويتخلي عن دوره الأهم في كونه راع الأسرة؟
وما هي العواقب التي تعود على الأبناء والزوجات جراء تنصل الزوج من هذا الدور؟
أشار خبراء علم النفس إلى أهمية الدور الذي يلعبه الأب في حياة الأسرة والأبناء، حيث يتمتع بمكانة نفسية تتصف بالسيطرة والسلطة والضبط والربط داخل الأسرة، وأنه إذا أهمل الأب أسرته وتهاون في رعايتها يحدث خلل نفسي عند أفراد الأسرة، حيث يشعرون أنهم يعيشون في جو غير صحي نفسيا، مما يؤدى إلى التفكك الأسرى، خاصة في المجتمعات العربية التي تعد مجتمعات ذكورية، حيث يلعب فيها الأب دور القائد، مشيرين إلى أن دور الأم هو تخفيف حدة التوتر بين الأب والأبناء، بسبب ارتباطها النفسي بهم، وعدم تشددها وقسوتها عليهم بحكم أنها تكون متعاطفة أكثر مع الأبناء، فهي تلعب دورا معادلا نفسيا لدور الأب، وأنه في حالة عدم قيام أي منهما بدوره تختل الأدوار، ويحدث حالة من العزلة بين الأب وبقية أفراد الأسرة، الذين يعتبرونه دخيلا عليهم أو ضيفا لساعات معدودة.
وطالبوا الأب أن يسعى لتحقيق عامل التوازن النفسي للأسرة سواء للأم أو للأبناء، وعدم الاكتفاء بدور الممول أو الضيف، والبحث عن طريقة للتواصل مع الأبناء وإشعارهم أنه موجود في كل لحظة يحتاجون فيها إليه كقائد لسفينة الأسرة، وعدم الاعتماد الكامل على الأمهات في علمية التربية، لأن الطفل السليم هو الطفل الذي ينشأ في بيئة سليمة وصحية نفسيا.
الزوج والزوجة السبب
ومن جهتها حملت نجلاء محفوظ مستشارة بالقسم الاجتماعي بشبكة "إسلام أون لاين"، ورئيسة القسم الأدبي المناوبة بجريدة الأهرام المصرية، الزوج والزوجة المسئولية وراء هروب الزوج من القيام بأدواره، واكتفائه بدور الممول، قائلة: هناك بعض الزوجات يريدن حصر دور الزوج في الممول، بل ويجاهدن لإغلاق هذه الدائرة عليه، وعدم السماح له بالقفز خارجها، وكذلك هناك نسبة لا باس بها من الرجال يشجعون الأبناء والزوجات على رؤيتهم في دور الممول، عندما يغفلون أهمية الترويح عن النفس داخل البيت، ويكتفون بالترفيه عن النفس خارجه، من خلال علاقاتهم مع الزملاء والأصدقاء.
وحذرت نجلاء محفوظ من عواقب هذا الأمر حيث يزيد من التباعد بين الأب وبين أفراد أسرته، وتدريجيا تزحف أسباب الجفوة المتبادلة، حتى يشعر كل من الأبناء والزوجات بأن الفترة التي يقضيها الأب داخل البيت هي أوقات مزعجة لرجل عابس يكثر من الحديث عن متاعبه من أجلهم، وأن الزوج الذي يقوم فقط بدور الممول تنسحب من داخله تدريجيا مشاعر الود تجاه زوجته وأحيانا تجاه أولاده أيضا ويحس بأنهم يحاولون عصره ليقدم لهم أفضل عطاء مادي ممكن، علاوة على معاناة الجميع من افتقاد واضح للدفء الأسري، وعدم الحصول على القدر الكافي من الإشباع العاطفي الذي يساعدهم على مواجهة الضغوط اليومية، ليتحول الأب إلى رجل غريب قي بيته اعتادت الأسرة على غيابه المعنوي، واستطاعت تدبير أمورها بعيدا عنه، بل لعلهم استراحوا إلى ذلك، وقاموا بتنظيم كل شيء، حتى أصبح حضوره يشكل أمرا طارئا قد يسبب لهم الإزعاج.
وأشارت المستشارة الاجتماعية إلى أن الممول الذكي هو الذي يستمتع بثمار استثماراته، ويفرح بنتائجها الرائعة، مما يمده بطاقة جبارة على مضاعفة جهوده الواعية في العمل، وينمي من انتعاشه الداخلي بقدرته على إسعاد من حوله، كما أنه سيشعر بالرضا عن نجاحه في زواجه وسعادته بأسرته، وستصبح أسرته أكثر حنانا وأقل استنزافا لموارده المادية، وأفضل استعدادا لتحمل أي ضائقة مالية تمر بها الأسرة، وهذا ما لا تفعله الزوجة وكذلك الأبناء الذين يتعاملون مع رب الأسرة على أنه مجرد ممول لطلباتهم المادية.
ونصحت الزوج بتخصيص نصف ساعة يوميا لتبادل الحديث الودي مع أولاده، والاستماع إلى حكاياتهم وتزويدهم بخبراته, مما يساهم في إقامة روابط عاطفية قوية مع أولاده، ويكونوا مستعدون لتلقي نصائحه، وأنه على الأب المشغول بعمله الاتصال الهاتفي خلال اليوم والسؤال عن أحوال أسرته، ومداعبتهم ببعض كلمات الحب والود، وكذلك على الأب المسافر التواصل مع أسرته من خلال الاتصالات عبر الكمبيوتر، مما يساعد الزوج على القيام بدوري الأب والزوج، والاستمتاع بمزاياهما المتعددة، وألا يقتصر دوره على الممول فقط ،وتكبد تكاليفه مع أناس لا يشعرون بتعبه ولا يفضلون صحبته، وتتزايد المسافات العاطفية بينهم يوما بعد يوم، وهو الخاسر الأعظم دون أن يدري.
طريقة مثمرة للتربية
ولأن التربية مسئولية كبيرة على عاتق الطرفين، تؤكد الدكتورة أميمة مصطفي كامل ـ أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية النوعية بالقاهرة على ضرورة اتفاق الوالدين على أسلوب تنشئة أبنائهما بدلا من تنازعهما، لأن الشجار يحدث خلل في شخصية الطفل، ويضعف استيعابه للأمور ويشعره بالتوجس من كل شئ.
وقدمت الدكتورة أميمة سبع نصائح للآباء والأمهات تساعدهم على تحديد تربية الأبناء بطريقة مثمرة ومميزة، منها:
ـ على الأب إظهار العاطفة والمودة والرعاية الجسدية للطفل لأنها لا تقتصر علي الأم وحدها.
ـ الاتفاق المسبق بين الوالدين علي ردود الفعل تجاه تصرفات الطفل حتى لا يدخلا في نزاعات أمامه تنعكس سلبياً عليه.
ـ الاتفاق علي نوعية الجزاء والعقاب لتصرفات الطفل لتأكيد القيم السائدة داخل المنزل، وحماية الطفل من الحيرة والتشويش في أدائه وسلوكياته العامة.
ـ أن يكون هناك أسلوب متفق عليه بشأن التعامل مع الطفل في الهدايا والحوافز، حتى لا يستغل الطفل اختلاف الأبوين لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المالية.
ـ عدم التمييز في المعاملة بين الأبناء .
ـ علي الأب أن يدرك أن الزوجة في حاجة إلى المحبة والاهتمام العاطفي والنفسي خصوصا مع أعباء التربية والقيام بالواجبات المنزلية، وأن عليه مساندتها عاطفيا ومساعدتها في الأعباء المنزلية.
ـ يجب على الزوج التخلي عن بعض المفاهيم والعادات البالية التي تكتسبها المجتمعات التقليدية، والتي تقلص دور الرجل أو الأب في تنشئة الأطفال وتجعل مشاركته متواضعة ومقتصرة علي التمويل فقط, فلابد من التوجه إلي المشاركة الفعالة في بناء شخصية الطفل.
رشا عرفة
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» زوجي العزيز ارجوك قلي شكرا
» زوجي مدمن مواقع اباحية!!
» هاهو رمضان قد عاد ... فلعلك إليه لآ تعود!!
» اكتشاف صور نادرة لمكة تعود للقرن التاسع عشر.
» متهمة بالقتل تعود طواعية إلى دبي بعد مفاوضات مع الشرطة
» زوجي مدمن مواقع اباحية!!
» هاهو رمضان قد عاد ... فلعلك إليه لآ تعود!!
» اكتشاف صور نادرة لمكة تعود للقرن التاسع عشر.
» متهمة بالقتل تعود طواعية إلى دبي بعد مفاوضات مع الشرطة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى