واشنطن تؤكد مصرع مساعد الظواهري بغارة في باكستان

عواصم (وكالات) - أكد مسؤول أميركي مساء أمس، أن بلاده “واثقة” من مقتل المدعو أبو يحي الليبي الذي يعد الرجل الثاني في تنظيم الإرهابي في هجوم بطائرة دون طيار بمنطقة وزيرستان شمال باكستان واصفاً العملية بأنها “ضربة كبيرة” لقيادة الشبكة المتطرفة. وقال المسؤول إن واشنطن “لديها ثقة كبيرة” بأن الليبي لقي مصرعه بالغارة التي شنتها طائرة دون طيار أمس الأول، مبيناً أن مصرع الرجل يشكل عائقاً كبيراً لقدرات القادة البارزين في التنظيم الإرهابي على التواصل مع المجموعات المتطرفة المرتبطة به. وأضاف المسؤول أن أبو يحيى “كان من بين أشد زعماء (القاعدة) تمرساً ومهارة” وأنه “لعب دوراً حاسماً في تخطيط الجماعة ضد الغرب حيث أشرف على العمليات الخارجية”.

وكان مسؤولون في المخابرات الباكستانية أكدوا أمس، أن الليبي الذي تصنفه والجهات الأميركية على أنه الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” الإرهابي، ربما يكون لقي مصرعه ضمن 15 قتيلاً، بهجوم شنته طائرة دون طيار شمال غرب باكستان. وسارعت وزارة الخارجية في إسلام آباد لاستدعاء القائم بالأعمال الأميركي أمس إلى الوزارة لإبداء “قلقها البالغ” بشأن هجمات الطائرات دون طيار وذلك في خطوة قد تزيد التوتر بين الدولتين الحليفتين، مجددة مطالبتها بأنه يتوجب على واشنطن أن تقدم اعتذارات حول الغارة الدامية التي وقعت في نوفمبر 2011 والتي أودت بحياة 24 جندياً باكستانيا، قبل السماح بإعادة فتح طرقات تموين الحلف شمال الأطلسي إلى أفغانستان.

في غضون ذلك، أفاد تقرير إخباري أمس، بأن قوات الأمن الباكستانية قتلت 20 مسلحاً على الأقل بعدما هاجموا نقطة صلالة للتفتيش في منطقة مهمند شمال غرب البلاد في الساعات الأولى من صباح أمس، كما قتل رجل أمن بالاشتباكات. وفي شأن متصل بالعنف، أفادت اللجنة الباكستانية لحقوق الإنسان أمس، أن العنف الطائفي والعرقي في كراتشي التي تعد العاصمة الاقتصادية لباكستان، أوقع 740 قتيلاً على الأقل منذ مطلع 2012. وفي تطور آخر، بدأت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون أمس، مباحثات في إسلام آباد لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، قائلة بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار “نحن اقتربنا من تحقيق اتفاقية التجارة التفضيلية كما أن المنتجات الباكستانية سوف تحظى بوضعية نظام تفضيلات عام بالنسبة لأسواق الاتحاد الأوروبي”.


ومقتل الليبي وهو من أكبر المخططين لـ”القاعدة” وينظر إليه باعتباره الرجل الثاني بعد زعيم التنظيم أيمن الظواهري، بالغارة الأميركية أمس الأول، يمثل ذلك أكبر ضربة توجه إلى التنظيم الإرهابي منذ أن قتلت قوات أميركية خاصة أسامة بن لادن الزعيم الراحل للتنظيم في غارة بباكستان مطلع مايو 2011. وأبو يحيى الليبي يحمل درجة علمية في الكيمياء ونجا من هجمات سابقة نفذتها طائرات بدون طيار.

وقالت مصادر أميركية إنه كان هدفاً لضربة نفذت في وقت مبكر أمس الأول في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية المضطربة شمال غرب باكستان وهي معقل لعدد من أكثر الجماعات المتشددة في العالم. ويصف بعض المسؤولين الأميركيين الليبي واسمه الحقيقي محمد حسن قائد، بأنه الرجل الثاني بعد الظواهري الطبيب المصري السابق الذي تولى زعامة “القاعدة” بعد مقتل بن لادن.

وأبلغ مسؤولو مخابرات باكستانيون رويترز أنهم يعتقدون أن الليبي كان بين 7 متشددين أجانب قتلوا في هجوم. وقال أحد المسؤولين إن السلطات الباكستانية تعقبت محادثة هاتفية حول الليبي الذي اشتهر في دوائر التنظيم بعد هروبه من سجن تديره الولايات المتحدة في أفغانستان في 2005. وقال المسؤول “تعقبنا محادثات بين متشددين. كانوا يتحدثون بشأن موت شيخ..لم يذكروا اسم هذا الشخص لكننا تحرينا الأمر مع مصادرنا في المنطقة ونعتقد أنهم يشيرون إلى الليبي”. وقال المسؤول نقلاً عن مخبرين إن الليبي أصيب بجروح خطيرة في الضربة الجوية ونقل إلى مستشفى خاص حيث فارق فيه الحياة.

من جهته، أفاد سجان جوهل كبير المسؤولين التنفيذيين بمؤسسة “اشيا باسيفيك” البحثية لشؤون الأمن إن الليبي كان من بين الشخصيات الكبيرة القليلة الباقية في قلب “القاعدة”. وقال “الليبي أيضاً كان في قلب خطط «القاعدة» لإعادة تشكيل نفسها ومحاولة شن حملة إرهاب على مستوى العالم. هذا من الأسباب التي جعلته يعتبر من الأهداف ذات القيمة الكبيرة”.

وكشفت رسائل نشرت مؤخراً لبن لادن عثر عليها خلال الغارة القاتلة على مجمعه في باكستان مطلع مايو 2011، أن الليبي كان من بين عدد لا يزيد على أصابع اليد الواحدة من مسؤولي “القاعدة” الذين كان بن لادن يعتمد عليهم للترويج لأفكار التنظيم الإرهابي بين جمهور من المتشددين على مستوى العالم خاصة الشبان.