#الجليبي تاج المائدة الرمضانية في #باكستان

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]


يستقبل الباكستانيون شهر رمضان الكريم بروح إيمانية كباقي إخوانهم المسلمين لنيل الحظ الأكبر من الأجر والثواب بصيامه وقيامه، وأسواق باكستان تزدحم في هذا الشهر الفضيل لإقبال الناس على شراء مستلزمات الإفطار.

وتعد حلوى الجليبي التي تعد من الطحين الخفيف مع إعطائه بذوق من اللون البرتقالي أشهر الحلويات الرمضانية التي تعم موائد الإفطار الباكستانية، وتمتلئ الأسواق ببائعيها بعد صلاة العصر، ويتحول الشارع الرئيسي لسوق كمشل ماركيت بمدينة راولبندي إلى باقة ملونة من الحلويات وفي مقدمتها حلوى الجليبي التي يجتذب إليها الباكستانيون تلقائياً لشرائها يومياً ليزينوا بها موائد إفطارهم، وهي أرخص الحلويات المتوفرة في الأسواق ويتمكن من شرائها الأغنياء والفقراء معاً.

حلوى الجليبي التي تصنع بإضافة ماء وسكر وحليب إلى الدقيق الأبيض النقي ليوضع في قطعة قماش مخرقة من الأسفل لتصب في زيت ساخن للطهي بتحريك اليد على شكل حرف ثمانية بالإنجليزية باستمرار تعطي حلوى الجليبي شكلاً هندسياً يعبر بالحد ذاته عن ثقافة المنطقة.

حلوى الجليبي التي كانت وجبة مخصصة للملوك المغول الذين حكموا المنطقة في القرن السادس والسابع عشر ميلادي، أصبحت الآن حلوى بإمكان الجميع تناولها.

ويقول محمد عاطف وهو من بائعي حلوى الجليبي في سوق "آباره" في قلب العاصمة إسلام آباد انها حلوى ثقافية موروثة مختصة بمنطقة القارة الهندية، ويكثر استخدامها في الأعراس والمناسبات، وتبادلها وتوزيعها يعبر عن السعادة والمحبة، إلا أن استخدامها يكثر في شهر رمضان المبارك إلى حد خيالي، ويضيف أنه يبيع ما بين 60إلى 80كيلوغراما من حلوى الجليبي في اليوم الواحد من رمضان على بسطته الصغيرة، وحول الزبائن يقول محمد عاطف ان الأجانب المقيمين في العاصمة أيضاً بدأوا بشراء هذه الحلوى ، ومنهم من يشتري كمية كبيرة يومياً، ويضيف أن أطفال الصينيين والغربيين المقيمين في العاصمة يفضلون شرائها بوجه خاص.

باكستان التي لا يسهر سكانها ليالي رمضان في المقاهي وتبادل الزيارات يستقبلون الشهر الكريم بإغلاق أماكن اللهو وتمتلئ المساجد بروادها ليل نهار حيث يتلا القرآن الكريم وتلقى الدروس الدينية وتمتد صفوف المصلين إلى خارج المساجد وتغلق لها الطرق وتعطل حركة المرور ويحرصون على أداء صلاة المغرب جماعة في المسجد قبل الافطار يعتبرون حلوى الجليبي أفضل شيء يمكن توزيعه لتبادل المحبة، كما أن المعتكفين في المساجد يوزعون كميات هائلة من هذه الحلوى عند خروجهم من المساجد ليلة العيد.

حلوى الجليبي المتوفرة في الأسواق الباكستانية في أشكال وأنواع متعددة، تعرف بأنواع متفرقة منها ما يطلق عليها اسم "كريبي" وهي عادة ما تكون ضخمة ولينة مقارنة بالنوع الذي يطلق عليه "لال جليبي" والذي يتميز بصلابته النسبية التي تخرج صوت "خرش خرش" عند مضغها، وتضاف حلوى الجليبي أيضاً إلى وجبة باكستانية أخرى تعرف باسم "شارت" وهي عبارة عن مزيج من الفواكه المقطعة، والأغرب من ذلك أن حلوى الجليبي تضاف إلى الفواكه كمية بسيطة من الملح والفلفل الأسود.

اعتاد الرجال في باكستان تناول وجبة السحور في المساجد في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، وقبل ذلك يتلون القرآن الكريم طوال الليل ومن وقفة لأخرى أو استراحة لأخرى يتناولون حلوى الجليبي مع "البكوله" وهي قطع صغيرة من عجين الحمص محشوة بالبطاطس والبصل المحمر، أو يضيفون الجليبي إلى الحليب كي لا يشعروا بالإرهاق عند تلاوة القرآن الكريم لساعات متواصلة.

وفي نهاية شهر الصوم يقوم الناس بتوزيع الحلوى ابتهاجا بقدوم العيد وتبقى الأسواق الباكستانية مفتوحة طوال الأربع والعشرين ساعة لتوفير احتياجات الناس في العيد. ويكثر استخدام الجليبي أيام العيد لتختفي بعدها من الموائد الباكستانية لعام كامل،

حلوى الجليبي التي كانت تعد وجبة مخصصة للملوك في العهد المغولي في منطقة الهند، والمأخوذ شكلها الهندسي من الأفعى الراقدة في التراث الهندوسي، تستخدم اليوم في جميع أنواع المناسبات ويقصد بها تبادل السعادة والمحبة في باكستان.

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]