من يطفئ نار تكاليف الأعراس
صفحة 1 من اصل 1
من يطفئ نار تكاليف الأعراس
زواج الشباب القطري أصبح مهمة صعبة في ظل ارتفاع المهور وتكاليف إعداد بيت الزوجية، فضلا عن كلفة ليلة الزفاف التي تصل في بعض الاحيان الى مليون ريال.
وباتت ظاهرة العنوسة تهدد المجتمع القطري، إضافة لمعظم المجتمعات العربية بنسب متفاوتة ولأسباب مختلفة وإن كان معظمها يرجع لطبيعة البلد وعادات وتقاليد وطبائع وثقافة أهله حيث تشير الأرقام إلى أن نسبة العنوسة بلغت 35% في قطر.
وشهدت قاعات الأعراس خلال الفترة الماضية حجوزات بالجملة في موسم حفلات الزواج، حيث تراوحت أسعار الحجز ما بين 100 إلى 500 ألف ريال، حسب فخامة القاعة وأسعار الخدمات المقدمة، في حين تتراوح تكاليف الصالات في الدول المجاورة بين 7 و12 ألف ريال، ما جعل أسعار الصالات تتحول إلى كوابيس تؤرق الشباب المقبلين على الزواج وتزيد معاناتهم، خصوصا أن أسعار إيجار تلك الصالات تزيد بنسبة تقارب 60% عن مثيلاتها في الدول المجاورة.
ويؤكد أعضاء البلدي أن إنشاء قاعات أعراس اقتصادية تكون تابعة للبلديات المختلفة اقتراح شهد تجاوبا من المجتمع منذ عرضه للمناقشة قبل عدة سنوات في المجلس البلدي، لكنه لم يحظَ بالمتابعة اللازمة، لذلك يسعى المجلس لوضع آليات لتنفيذه ووضع الميزانية اللازمة ليرى الاقتراح النور قريباً.
ارتفاع تكاليف الزواج في قطر انعكس بالسلب أيضا على الاستقرار الأسري لهذه الزيجات، حيث تشير الدراسات الاجتماعية التي ترصد زيادة حالات الطلاق في السنوات الأولى من الزواج تصدر الأزمات المادية لأسباب الخلافات الزوجية التي تنتهي بالطلاق.
ويؤكد علماء الاجتماع أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق المبكر هو الأزمات الاقتصادية والديون التي يحمل بها الشباب، وانعكاسها على حالتهم النفسية، فضلا عن عدم فهم كلا الزوجين لنفسية الآخر كما أن فشل العلاقة الزوجية الخاصة بين الزوجين نتيجة عجز الزوج أهم أسباب الطلاق المبكر الأمر الذي ينذر بكارثة كبيرة فقد يبدأ هذا الأمر مع الأشهر الأولى للزواج.
وتكمن خطورة هذه الحالة في أن قرار الطلاق يتخذ قبل بذل الزوجين كل الطرق الممكنة لحل المشكلات بينهما، كما تتعرض الكثير من النساء لكثير من أشكال العنف البدني أو النفسي من الأزواج ويرجع الطب النفسي هذه الحالات إلى خلط الرجل للمفاهيم في داخله أو الفهم الخاطئ لبعض القيم مثل الرجولة.
ويؤكد الخبراء أنه على الرغم من أن المجتمع القطري يسير نحو تأخر سن الزواج إلا أن هناك بعض العائلات التي ما تزال إلى اليوم تُزوّج أبناءها وبناتها في عمر مبكر، وهذا يؤدي أيضا إلى تأثيرات سلبيّة لأن كل من الشاب والشابة لم يصلا بعد إلى مرحلة مناسبة من التكوين الفكري والنفسي وحتى الجسدي، لذلك ينتج عن الزواج المبكر آثار سلبيّة خاصة إذا اكتشف الشاب فجأة أنه غير قادر على تحمّل مسؤوليات الزواج وهموم الحياة ومتطلبات الأسرة ولأن الشاب والفتاة في هذه المرحلة العمرية لم يكتمل وعيهم الفكري بشكل جيد ومن الممكن أن لا يكون بينهم أي نوع من أنواع التقارب الذهني والعاطفي والفكري فيحصل الطلاق قبل الدخول.
وتنفي د.موزة المالكي الكاتبة والأخصائية النفسية وجود غلاء في المهور ولكن المشكلة تكمن في التباهي بتكاليف حفل الزفاف، لافتة الى أن المهر بحد ذاته لا يذكر بعقود الزواج في قطر ولا يذكر أيضا قيمة المؤخر، ونادراً ما يطلب ولي الأمر مهرا لأجل ابنته ولكن الآباء يطالبون بتكاليف زواج كبيرة وتماثل أقران العروس فيتكلف الشاب المقبل على الزواج تكاليف كبيرة تشمل قاعات الأعراس وتجهيزاتها والمجوهرات التي تهدى للعروس فضلا عن الفستان الذي يتم تصميمه لدى أحد المصممين المشهورين.
وعن الجانب الديني لأسباب تأخر الزواج تشير دراسة أكاديمية أعدتها باحثة في جامعة قطر، إلى أن من أهم أسباب ارتفاع تكاليف الزواج في قطر وبقية دول الخليج عدم وعي الشباب بأهمية بناء بيت مسلم.
وتؤكد الدراسة أن بناء بيت وتكوين عائلة مسلمة لم يعد قضية موضوعة في أولويات فكر الشباب المسلم، حيث يظل الشاب لمدة 14 أو 18 عاما يدرس، ليكون مدرسا أو مهندسا أو طبيبا، لكن العملية التعليمية في البلدان العربية تهمل تأهيل الشباب أو الفتيات لكي يصبحوا أزواجا، بل إن هناك دعما لفكرة تأخير سن الزواج بحجة استكمال الدراسة وتكوين الذات، مع تدعيم فكرة أن الفتاة ذات العشرين عاما ما زالت صغيرة.. وتظل الفتاة صغيرة حتى تصل الثلاثين دون زواج، حتى يقرَّ ولي الأمر أن مطالبته بتكاليف باهظة قد حجزت لابنته مكاناً في صف العوانس!
تؤكد الدراسة أن غياب الوازع الديني، وتفكك شبكة العلاقات الاجتماعية، والعزلة، واتساع الطموحات التي وسَّعت الهوة بين التصورات والواقع بفضل الصورة الباهرة للزوجة أو الزوج التي لا تعدو مجرد أخيلة ساهمت في تشكيلها مؤثرات تقنية الصورة في مجالات الفن والسينما.. تعد أسبابا أخرى أدت لعزوف الشباب عن الزواج.
الراية استطلعت آراء الشباب وخبراء الاجتماع وأعضاء البلدي وعلماء الدين للتعرف على أهم أسباب الظاهرة وكيفية الحد من نسبة العنوسة وتقليل معدلات الطلاق بين المتزوجين حديثاً.
أسعار قاعات الأفراح..نار
كتب-حسين أبوندا وثامر الحميدي
شن مواطنون على الموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حملة ضد ارتفاع أسعار قاعات الأعراس وتساءلوا عن السبب الذي أدى إلى وصول أسعار البعض منها إلى حاجز المليون ريال فضلا عن ارتفاع أجرة المصورين التي كانت في السابق لا تزيد على 3000 ريال ووصلت حالياً إلى 10000ريال.
وأكد الشباب وأعضاء مجلس بلدي أن احتكار الفنادق لقاعات الأعراس هو السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع مطالبين بإيجاد قاعات للأفراح لا تزيد تكلفتها عن ١٠ آلاف ريال أسوة بالدول المجاورة.
وأكد الشباب أن قضية ارتفاع أسعار قاعات الأفراح بدأت تظهر آثارها السلبية على شباب قطر المقبلين على الزواج فأي شاب يريد الزواج لابد أن يأخذ قرضا ليتمم زواجه مبينين أن مشكلة ارتفاع أسعار القاعات يعرض الشباب للوقوع في مشاكل اجتماعية وعزوفهم عن الزواج وذلك بسبب ارتفاع تكاليف العرس إلى أرقام فلكية ومحاولة بعض الفنادق استغلال الوضع الحالي ومضاعفة ربحهم برفع الأسعار لا يفيد المجتمع بأي شيء يذكر.
وطالب أحمد الشيب عضو المجلس البلدي عن دائرة أم صلال من المدارس المستقلة والمراكز الشبابية فتح القاعات الخاصة بهم لاستقبال حفلات الزفاف لتقليل تكلفة العرس التي وصلت إلى حد الـ500 ألف ريال في بعض الأوقات.
وأضاف أن غالبية الشباب يضطرون للسكن في منازل للإيجار بسبب تكاليف العرس الباهظة التي جعلته يحمل على كاهله ديونا لا يستطيع من خلالها تحمل بناء منزل العمر.
وأوضح أن تكلفة حجز قاعة الأفراح تعتبر مرتفعة جداً مبيناً أن السبب وراء هذا الارتفاع حب التظاهر والتفاخر مع أن الإسراف في تكلفة الزواج يعرض الشباب للوقوع في عدة مشاكل بعد الزواج أهمها عدم استطاعة الزوج تحمل تكاليف المعيشة التي في الأصل مرتفعة خصوصاً بعد أن يتم خصم مبلغ كبير من راتب الزوج.
وطالب مبارك فريش عضو المجلس البلدي لدائرة الغرافة من وزارة البلدية بفتح الباب أمام المواطنين حتى يقوموا ببناء صالات الأعراس بأسعار تناسب جميع فئات المجتمع مبيناً أن فتح التراخيص سيعمل على انخفاض تكلفة قاعات الأفراح في الفنادق التي ستجد منافسة قوية بينها وبين القاعات الاقتصادية أو الشعبية التي سيقوم بعض المستثمرين ببنائها في أراض تمنح لهم لإقامة هذا المشروع.
وأكد أن بعض المواطنين تبرعوا بأراض لإقامة قاعات أفراح مغلقة إلا أن هذه الأراضي لا تصلح لإقامة هذا النشاط وذلك لأنها تقع في المناطق السكنية.
ومن جانبه أشار صالح جار الله إلى أن الحل يكمن في إقامة حفلات الزفاف في البيوت أو تأجير شاليه أو استراحة وهذا أفضل بكثير من إنفاق مبلغ خيالي لإقامة عرس في قاعة وتستطيع أيضاً أن تحدد اليوم دون الانتظار طويلا في قائمة الحجوزات قائلاً أن مثل هذه الاقتراحات قد تجبر الكثير من الفنادق على تخفيض تكلفة القاعة.
وأضاف أن الديون المتراكمة على الزوج تكون السبب في معظم المشاكل الأسرية في بداية الحياة الزوجية لهذا السبب تنتهي بعض حالات الزواج بالطلاق ما أدى إلى ارتفاع النسبة لتصل إلى أرقام كبيرة.
وأكد محمد شاهين الدوسري أن المجلس البلدي ناقش في جميع دوراته مشكلة ارتفاع تكاليف قاعات الأفراح التي وصلت إلى حد لا يقبله العقلاء مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من المواطنين في الوقت الحالي لا يرضيهم هذا الارتفاع ولكنهم مضطرون إلى مسايرة الأمر لإقامة حفل الزفاف وهذا الأمر أدى لإقبال غير مرغوب منهم ولو أن الجهات المعنية وجدت البديل في إقامة قاعات الأفراح الاقتصادية لاتجهوا إليها دون أدنى تفكير.
وأوضح أن بعض الشباب يعانون بشكل كبير من ارتفاع تكلفة قاعات الأفراح حتى أنها تخطت ثمن المهر الذي يمنحه الشاب لزوجة المستقبل والذي في الأصل يتجاوز غالباً حاجز الـ100 ألف ريال.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار القاعات يشكل عائقاً ويؤخر سن الزواج ويؤثر أيضاً على الزوجة حيث يصبح الزوج مديوناً ومن ثم تحدث العديد من المشاكل الزوجية خصوصاً مع زيادة المسؤوليات.
أكدوا أن الاقتراض من البنوك ليس حلالاً .. شباب لـ الراية:
مطلوب صندوق لدعم المقبلين على الزواج
ارتفاع المهور وراء تأخر سن الزواج وزيادة العنوسة
الدوحة - الراية:
يؤكد الشباب ان تكاليف الزواج المرتفعة أهم اسباب الاحجام عن الزواج ، وارتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات.
واشاروا الى ان تراكم الديون على الشباب يجعلهم مكبلين بالاعباء في اول سنوات حياتهم الزوجية ، وينعكس على استقرار الاسرة ، وهو ما يزيد حالات الطلاق في السنوات الاولى من الزواج.
ويقول احمد عبدالله: راتبي 8 آلاف وإذا تزوجت فلن يكون أمامي سوى الاقتراض من البنك وهذا يعني أنني سأظل مدينًا حتى بعد الزواج فضلاً عن إيجار السكن الذي ارتفع والدخل لا يتناسب ومصاريف الزواج وتكاليفه فضلاً عن أن هناك حفلة خطوبة وهي لها شروط معينة تصل تكاليفها إلى 40 أو 50 ألفًا وعندما حسبتها مع نفسي فوجدت أن تكاليف زواجي تصل إلى 320 ألف ريال فمن أين لي بهذا المبلغ الكبير وراتبي ودخلي معروف وثابت لذلك سوف أحجم عن الزواج.
ويضيف: المبالغات غير الطبيعية في الأعراس ساهمت في ارتفاع كلفة الزواج، فكلفة إقامة العرس الواحد تكفي أحيانًا لتزويج العديد من الشباب والفتيات،لكنّ حبّ المظاهر تغلّب على نفوس الآخرين وصار هناك أشبه ما يكون بالتنافس بين العائلات، حيث يبدأ هذا التحدي من قاعة الأفراح وصولاً إلى الزينة والديكورات واتباع كل ما هو فخم وراقٍ، وبما أن هناك الكثير من المواطنين قادرون على دفع هذه الأموال فلماذا لا تفتح قاعات تُعلن عن أسعار باهظة الثمن.
وتقول فاطمة البهيري: إن كل فتاة تحلم بليلة زفاف لائقة بها وبمجتمعها وبالضيوف الذين سوف تتم استضافتهم، لذا لابد من حجز أفخم القاعات في الفنادق وإن كلّفت الكثير من المال فهذا لا يهمها مادام العريس هو من سيدفع، وأضافت أن سعر القاعة قد يوازي سعر المهر والجهاز، ورغم ذلك توافق " البهيري" على صرف هذه المبالغ مقابل ليلة العمر.
ويقول حمد المري :الشباب ضحية تحكم بعض الأسر في ارتفاع قيمة المهور وارتفاع إيجارات قاعات الأعراس وتكلفة عشاء المدعوين،ما ساهم في ارتفاع تكلفة الزواج وبالتالي زيادة نسبة العنوسة وتأخر معدلات زواج الشباب في قطر.
ودعا زيد الطيب إلى إنشاء قاعات أعراس اقتصادية تدعمها الدولة وتكون تابعة للبلديات المختلفة، حيث تتميز تلك القاعات بالإمكانات المتميزة والمساحات الواسعة والأسعار المنخفضة التي تنافس قاعات الأعراس الخاصة وقاعات الفنادق الكبرى التي تستغل نقص عدد القاعات وترفع أسعار خدماتها.
وأضاف :الأسعار الحالية لقاعات الأعراس مرتفعة جدًا ولا تتناسب مع الدخل الشهري وأنا اليوم في حيرة من أمري، فكيف لي أن أدبر إيجار مثل هذه الصالات، إلا إذا قمت بالحصول على سلفة من البنك لتأمين مصروف الزفاف وهذا سيجعلني في أزمة مالية سأعاني منها بعد الزواج.
يقول السيد أحمد فخرو إن المهر وتكاليف الزفاف قد تصل الى نصف مليون ريال ويتساءل : لدي 4 أولاد كيف أخطب لهم واتحمل التكاليف، فالمهر المرتفع أصبح من أهم العوائق أمام الشاب الذي ينوي الزواج خصوصاً أنه يكون في بداية تكوين حياته العائلية والمهنية ، ونجد أن الكثير من الفتيات يبالغن في الطلبات كحفل الزفاف والفستان والمنزل الفخم غير مباليات بقدرة الشاب المادية.
ويقول عبد الله ابراهيم : يجب أن يكون هناك صندوق مخصص لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج لتشجيعهم على التقدم للزواج بعدما شهدنا منذ فترة تراجعا لسن الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة بحيث لا يخلو بيت من وجود فتاة أو اثنتين قد فاتهن قطار الزواج، ومن هنا ضرورة الالتفات الى هذه الظاهرة والعمل على الحد من انتشارها، وذلك بالتعاون مع الأهل الذين عليهم عدم تعقيد الأمر بالمطالب الكثيرة والمهر المرتفع، والفتاة بالتخلي عن المظاهر الفارغة المتبعة كحفل زفاف يكون عبارة عن سهرة من البذخ ، والجمعيات الخيرية والدولة يقع على عاتقها ايجاد منح ومبلغ معين لكل شاب قطري مقبل على الزواج ويعاني من صعوبة في أوضاعه المادية .
بينما يقول يوسف حداد إن غلاء المهور مرتبط بالغلاء الذي تشهده البلاد فكلما نشهد زيادة في المعاشات نجد ارتفاعا في اسعار المهور وأسعار قاعات الحفلات التي أصبح الحفل بداخلها يكلف مبالغ خيالية ويجد الشاب نفسه أمام الديون في بداية حياته لتسديد الأقساط التي على عاتقه.
يعتبر عبد العزيز بن علي أن ظاهرة العنوسة المخيفة المنتشرة في مجتمعنا احدى نتائج المهور المرتفعة وأن واحدا من اكبر اسباب الطلاق في مجتمعنا هو غلاء المهور حيث ان غلاء المهور يدفع بالشاب المسكين في بداية حياته الى الاقتراض من أجل المهر والبذخ ومصاريف العرس المبالغ فيها. ربما تصل احيانا الى اكثر من مليون ريال. ومن هنا تبدأ المشاكل والمحاكم والقضايا وتبدأ المشاكل الزوجية التي تؤدي للطلاق.
يقول عبد الله لماذا تطلب البنت أو أهلها مهرا عاليا والرجل سوف يصرف عليها ما بقي من عمره وسيوفر لها المسكن والمشرب والمأكل والملبس اليس الأصل أن يسأل الأهل عن أصل الشاب وأخلاقه ودينه قبل الطلب منه مطالب شبه مستحيلة عبر أرقام خيالية يطلق عليها اسم مهر، وهو في بداية تكوين حياته مما يدفعه للاستدانة ويكمل متسائلاً أين نحن من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " أقلهن مهرا أكثرهن بركة ؟
أما خديجة فتقول على الأهل أن يخففوا من غلوائهم في سبيل إسعاد ابنتهم في حياتها الجديدة وتيسيرها بدل التغالي في رفع قيمة المهر أكثر واكثر. ومن هنا على الجهات المعنية تيسير زواج الشباب لبناء الأسرة السعيدة من ناحية وخفض نسبة العزوبية من ناحية أخرى. وتقع المسؤولية في خفض نسبة العنوسة في مجتمعنا على كاهل أهل الفتيات المقبلات على الزواج . الأرقام التي تطلب كمهر لم تعد تصدق وكأننا في مزاد يحاول كل أهل فتاة المزايدة على العائلة الأخرى. والتي تبدأ بالسبعين ألف ريال وصولاً الى اللامتناهي .
الشيخ خالد الهنداوي:
الإسلام يرفض المهور الكبيرة
الدوحة - الراية:
يؤكد فضيلة الشيخ خالد الهنداوي أن الإسلام لم يحدد المهور ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن أيسر النكاح أيسرهم مهراً فقد قدم أحد الصحابة خاتماً من حديد لتسهيل نكاحه.
وقال: في يومنا هذا أصبح غلاء المهور ظاهرة خطيرة صحيح أن الإسلام لم يحدد المهور لكن عندما يصبح المهر غاليا بشكل فاحش ويؤدي الى عزوف الشباب عن الزواج وتنتشر العنوسة عند الفتيات المسلمات يؤدي ذلك الى انحراف المجتمع وعلو صوت الانحراف على صوت العفاف والاستقامة. وهذا ما نلمسه في بلادنا العربية من انتشار الكثير من الفسق والفجور فياليتنا سهلنا النكاح عبر تخفيض المهر.
واشار أن أحد الأخوة زوج ابنته بمهر لا يتعدى الألف ريال، ورغم ذلك حذف منه 100 ريال، ليقبل بـ 90 ريالاً. فعندما يجد العريس أن الفتاة رضيت بهذا الشيء القليل يعتبر أن الزواج مسؤولية ويسعى لصون كرامتها لانها تزوجته وقبلت بالقليل فبعد أن يسهل الله عليه يكرمها بمئات الآلاف من الريالات، ولكن من أجل التسهيل يجب أن يرضى الأهل بالقليل من المهر ونبتعد عن العادات التي تكلف بعضها أكثر من المهر كحفلات الزفاف والهدايا وهذه أعراف ليست حسنة. فالعرف نوعان عرف حسن وعرف قبيح، فنحن يجب أن نحدث التوعية في أوساط أولياء الأمور الآباء والأمهات وعبر وسائل الإعلام والدولة والشاشات الفضائية، وإيراد أمثلة كيف أن الله عز وجل بارك بهذا الزواج الذي يكون لأجل يسر الحال، وليس فيه تضخم وبزخ. ومن وراء تعقيد الزواج نتج عن ذلك شبان وفتيات ضائعون يسيرون وراء المحرمات فلو سهلنا لهم زواجهم لكان الزواج أكثر بركة. وحوادث كثيرة شهدنا عليها وهي عنوسة الفتاة بسبب تعنت الأهل والتشدد بالمهر الكبير ما يؤدي إلى عدم إتمام الزواج ، فالمغالاة في المهور ظلم بحق الفتاة التي يعقد الأهل لها زواجها.
د.موزة المالكي:
فتيات يطالبن بتخفيض تكاليف الزواج
وتقول د.موزة المالكي الكاتبة والأخصائية النفسية : لا يوجد غلاء في المهور ولكن المشكلة تكمن في زيادة تكاليف الزواج والتي تشمل تجهيز بيت الزوجية بأحدث الديكورات ، واقامة عرس اسطوري في قاعات 7 نجوم والاستعانة بمصمم عالمي لتصميم فستان الزفاف .
وتضيف: المهر بحد ذاته لا يذكر في عقود الزواج في قطر ولا يذكر مؤخر، نادراً ما يطلب ولي الأمر مهرا لأجل ابنته ولكن يطالبون بتكاليف زواج حيث تتباهى كل فتاة بين رفيقاتها بتكاليف حفل زفافها وسعر الفستان الذي تصممه عند أحدى المصممين المشهورين.
وتقول : في حال وجود اتفاق بين الشاب والفتاة على الزواج يستطيعان إقناع الاهل بتخفيض تكلفة الزواج ، وقد قابلت فتيات أصررن على عدم اقامة حفلة زفاف كبيرة مراعاة لوضع زوج المستقبل الذي كان في مرحلة التخرج وليس على قدرة لإجراء فرح وقد تحملت كلام الناس المنتقد للفتاة التي لا تقيم حفل زفاف كبير.
وتضيف: فمن الممكن أن تحاول الفتاة ارضاء أهلها بحفل بسيط يقتصر على حفل حنة والمهر الذي يكون بسيطا ويذكرنا الحديث بالشريف (أقلهن مهرا أكثرهن بركة).
الشيخ الشحات فريد:
العنوسة تهدد استقرار المجتمع
الدوحة - الراية:
يقول الداعية الشيخ الشحات فريد : يجب أن تكون شروط الوالدين للزواج هو التزام الشاب بالأخلاق الطيبة والحسنة وان يكون صادقا وأمينا وهذا المطلوب وأن يسير على الطريق الذي يرضاه الله سبحان وتعالى .
ويضيف: أما وضع عقبات في طريقه والتي تتمثل في المهر المرتفع قد تؤدي بالشاب الى العزوف عن الزواج مما يؤدي الى انتشار العنوسة في الوطن العربي بسبب تعنت الوالد والوالدة. فالمهر أصبح بمثابة عقد سلعة، فالزواج في الحقيقة هو عبارة عن حياة طيبة يسعد لها الزوجان وربنا يتولى الإنفاق والتوسيع على الزوجين الذين يكونون متوسطي الحال. فالزوج لا يرفض بسبب المادة وضعف الحال وربنا أوصى أن ينفق كل ذو سعة من سعته فالمهر يكون على قدر استطاعة العريس فالشاب يرفض في حال كان غير مستقيم وليس ذا أخلاق حميدة وليس من أجل عدم قدرته على دفع المهر الباهظ أو إنفاق على حفلات زفاف اسطورية. فالأهل دور مهم في اعانة الشاب على البدأ بحياته وليس على وضع العراقيل أمامه.
وغلاء المهور هو ظاهرة سلبية، ولها آثارها على المجتمع فقد تعطلت الكثير من الزيجات بسبب غلاء المهور، والمهر يتوقف على حال الشاب المادية المتقدم للزواج، فالاسلام لم يتدخل في تحديد قيمة المهر ولكنه ترك الأمر للأهل بحيث يجب مراعاة الأمر الأهم هو ستر الفتاة وتسهيل زواجها من شاب ذي أخلاق حميدة ومستقيم.
وباتت ظاهرة العنوسة تهدد المجتمع القطري، إضافة لمعظم المجتمعات العربية بنسب متفاوتة ولأسباب مختلفة وإن كان معظمها يرجع لطبيعة البلد وعادات وتقاليد وطبائع وثقافة أهله حيث تشير الأرقام إلى أن نسبة العنوسة بلغت 35% في قطر.
وشهدت قاعات الأعراس خلال الفترة الماضية حجوزات بالجملة في موسم حفلات الزواج، حيث تراوحت أسعار الحجز ما بين 100 إلى 500 ألف ريال، حسب فخامة القاعة وأسعار الخدمات المقدمة، في حين تتراوح تكاليف الصالات في الدول المجاورة بين 7 و12 ألف ريال، ما جعل أسعار الصالات تتحول إلى كوابيس تؤرق الشباب المقبلين على الزواج وتزيد معاناتهم، خصوصا أن أسعار إيجار تلك الصالات تزيد بنسبة تقارب 60% عن مثيلاتها في الدول المجاورة.
ويؤكد أعضاء البلدي أن إنشاء قاعات أعراس اقتصادية تكون تابعة للبلديات المختلفة اقتراح شهد تجاوبا من المجتمع منذ عرضه للمناقشة قبل عدة سنوات في المجلس البلدي، لكنه لم يحظَ بالمتابعة اللازمة، لذلك يسعى المجلس لوضع آليات لتنفيذه ووضع الميزانية اللازمة ليرى الاقتراح النور قريباً.
ارتفاع تكاليف الزواج في قطر انعكس بالسلب أيضا على الاستقرار الأسري لهذه الزيجات، حيث تشير الدراسات الاجتماعية التي ترصد زيادة حالات الطلاق في السنوات الأولى من الزواج تصدر الأزمات المادية لأسباب الخلافات الزوجية التي تنتهي بالطلاق.
ويؤكد علماء الاجتماع أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق المبكر هو الأزمات الاقتصادية والديون التي يحمل بها الشباب، وانعكاسها على حالتهم النفسية، فضلا عن عدم فهم كلا الزوجين لنفسية الآخر كما أن فشل العلاقة الزوجية الخاصة بين الزوجين نتيجة عجز الزوج أهم أسباب الطلاق المبكر الأمر الذي ينذر بكارثة كبيرة فقد يبدأ هذا الأمر مع الأشهر الأولى للزواج.
وتكمن خطورة هذه الحالة في أن قرار الطلاق يتخذ قبل بذل الزوجين كل الطرق الممكنة لحل المشكلات بينهما، كما تتعرض الكثير من النساء لكثير من أشكال العنف البدني أو النفسي من الأزواج ويرجع الطب النفسي هذه الحالات إلى خلط الرجل للمفاهيم في داخله أو الفهم الخاطئ لبعض القيم مثل الرجولة.
ويؤكد الخبراء أنه على الرغم من أن المجتمع القطري يسير نحو تأخر سن الزواج إلا أن هناك بعض العائلات التي ما تزال إلى اليوم تُزوّج أبناءها وبناتها في عمر مبكر، وهذا يؤدي أيضا إلى تأثيرات سلبيّة لأن كل من الشاب والشابة لم يصلا بعد إلى مرحلة مناسبة من التكوين الفكري والنفسي وحتى الجسدي، لذلك ينتج عن الزواج المبكر آثار سلبيّة خاصة إذا اكتشف الشاب فجأة أنه غير قادر على تحمّل مسؤوليات الزواج وهموم الحياة ومتطلبات الأسرة ولأن الشاب والفتاة في هذه المرحلة العمرية لم يكتمل وعيهم الفكري بشكل جيد ومن الممكن أن لا يكون بينهم أي نوع من أنواع التقارب الذهني والعاطفي والفكري فيحصل الطلاق قبل الدخول.
وتنفي د.موزة المالكي الكاتبة والأخصائية النفسية وجود غلاء في المهور ولكن المشكلة تكمن في التباهي بتكاليف حفل الزفاف، لافتة الى أن المهر بحد ذاته لا يذكر بعقود الزواج في قطر ولا يذكر أيضا قيمة المؤخر، ونادراً ما يطلب ولي الأمر مهرا لأجل ابنته ولكن الآباء يطالبون بتكاليف زواج كبيرة وتماثل أقران العروس فيتكلف الشاب المقبل على الزواج تكاليف كبيرة تشمل قاعات الأعراس وتجهيزاتها والمجوهرات التي تهدى للعروس فضلا عن الفستان الذي يتم تصميمه لدى أحد المصممين المشهورين.
وعن الجانب الديني لأسباب تأخر الزواج تشير دراسة أكاديمية أعدتها باحثة في جامعة قطر، إلى أن من أهم أسباب ارتفاع تكاليف الزواج في قطر وبقية دول الخليج عدم وعي الشباب بأهمية بناء بيت مسلم.
وتؤكد الدراسة أن بناء بيت وتكوين عائلة مسلمة لم يعد قضية موضوعة في أولويات فكر الشباب المسلم، حيث يظل الشاب لمدة 14 أو 18 عاما يدرس، ليكون مدرسا أو مهندسا أو طبيبا، لكن العملية التعليمية في البلدان العربية تهمل تأهيل الشباب أو الفتيات لكي يصبحوا أزواجا، بل إن هناك دعما لفكرة تأخير سن الزواج بحجة استكمال الدراسة وتكوين الذات، مع تدعيم فكرة أن الفتاة ذات العشرين عاما ما زالت صغيرة.. وتظل الفتاة صغيرة حتى تصل الثلاثين دون زواج، حتى يقرَّ ولي الأمر أن مطالبته بتكاليف باهظة قد حجزت لابنته مكاناً في صف العوانس!
تؤكد الدراسة أن غياب الوازع الديني، وتفكك شبكة العلاقات الاجتماعية، والعزلة، واتساع الطموحات التي وسَّعت الهوة بين التصورات والواقع بفضل الصورة الباهرة للزوجة أو الزوج التي لا تعدو مجرد أخيلة ساهمت في تشكيلها مؤثرات تقنية الصورة في مجالات الفن والسينما.. تعد أسبابا أخرى أدت لعزوف الشباب عن الزواج.
الراية استطلعت آراء الشباب وخبراء الاجتماع وأعضاء البلدي وعلماء الدين للتعرف على أهم أسباب الظاهرة وكيفية الحد من نسبة العنوسة وتقليل معدلات الطلاق بين المتزوجين حديثاً.
أسعار قاعات الأفراح..نار
كتب-حسين أبوندا وثامر الحميدي
شن مواطنون على الموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حملة ضد ارتفاع أسعار قاعات الأعراس وتساءلوا عن السبب الذي أدى إلى وصول أسعار البعض منها إلى حاجز المليون ريال فضلا عن ارتفاع أجرة المصورين التي كانت في السابق لا تزيد على 3000 ريال ووصلت حالياً إلى 10000ريال.
وأكد الشباب وأعضاء مجلس بلدي أن احتكار الفنادق لقاعات الأعراس هو السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع مطالبين بإيجاد قاعات للأفراح لا تزيد تكلفتها عن ١٠ آلاف ريال أسوة بالدول المجاورة.
وأكد الشباب أن قضية ارتفاع أسعار قاعات الأفراح بدأت تظهر آثارها السلبية على شباب قطر المقبلين على الزواج فأي شاب يريد الزواج لابد أن يأخذ قرضا ليتمم زواجه مبينين أن مشكلة ارتفاع أسعار القاعات يعرض الشباب للوقوع في مشاكل اجتماعية وعزوفهم عن الزواج وذلك بسبب ارتفاع تكاليف العرس إلى أرقام فلكية ومحاولة بعض الفنادق استغلال الوضع الحالي ومضاعفة ربحهم برفع الأسعار لا يفيد المجتمع بأي شيء يذكر.
وطالب أحمد الشيب عضو المجلس البلدي عن دائرة أم صلال من المدارس المستقلة والمراكز الشبابية فتح القاعات الخاصة بهم لاستقبال حفلات الزفاف لتقليل تكلفة العرس التي وصلت إلى حد الـ500 ألف ريال في بعض الأوقات.
وأضاف أن غالبية الشباب يضطرون للسكن في منازل للإيجار بسبب تكاليف العرس الباهظة التي جعلته يحمل على كاهله ديونا لا يستطيع من خلالها تحمل بناء منزل العمر.
وأوضح أن تكلفة حجز قاعة الأفراح تعتبر مرتفعة جداً مبيناً أن السبب وراء هذا الارتفاع حب التظاهر والتفاخر مع أن الإسراف في تكلفة الزواج يعرض الشباب للوقوع في عدة مشاكل بعد الزواج أهمها عدم استطاعة الزوج تحمل تكاليف المعيشة التي في الأصل مرتفعة خصوصاً بعد أن يتم خصم مبلغ كبير من راتب الزوج.
وطالب مبارك فريش عضو المجلس البلدي لدائرة الغرافة من وزارة البلدية بفتح الباب أمام المواطنين حتى يقوموا ببناء صالات الأعراس بأسعار تناسب جميع فئات المجتمع مبيناً أن فتح التراخيص سيعمل على انخفاض تكلفة قاعات الأفراح في الفنادق التي ستجد منافسة قوية بينها وبين القاعات الاقتصادية أو الشعبية التي سيقوم بعض المستثمرين ببنائها في أراض تمنح لهم لإقامة هذا المشروع.
وأكد أن بعض المواطنين تبرعوا بأراض لإقامة قاعات أفراح مغلقة إلا أن هذه الأراضي لا تصلح لإقامة هذا النشاط وذلك لأنها تقع في المناطق السكنية.
ومن جانبه أشار صالح جار الله إلى أن الحل يكمن في إقامة حفلات الزفاف في البيوت أو تأجير شاليه أو استراحة وهذا أفضل بكثير من إنفاق مبلغ خيالي لإقامة عرس في قاعة وتستطيع أيضاً أن تحدد اليوم دون الانتظار طويلا في قائمة الحجوزات قائلاً أن مثل هذه الاقتراحات قد تجبر الكثير من الفنادق على تخفيض تكلفة القاعة.
وأضاف أن الديون المتراكمة على الزوج تكون السبب في معظم المشاكل الأسرية في بداية الحياة الزوجية لهذا السبب تنتهي بعض حالات الزواج بالطلاق ما أدى إلى ارتفاع النسبة لتصل إلى أرقام كبيرة.
وأكد محمد شاهين الدوسري أن المجلس البلدي ناقش في جميع دوراته مشكلة ارتفاع تكاليف قاعات الأفراح التي وصلت إلى حد لا يقبله العقلاء مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من المواطنين في الوقت الحالي لا يرضيهم هذا الارتفاع ولكنهم مضطرون إلى مسايرة الأمر لإقامة حفل الزفاف وهذا الأمر أدى لإقبال غير مرغوب منهم ولو أن الجهات المعنية وجدت البديل في إقامة قاعات الأفراح الاقتصادية لاتجهوا إليها دون أدنى تفكير.
وأوضح أن بعض الشباب يعانون بشكل كبير من ارتفاع تكلفة قاعات الأفراح حتى أنها تخطت ثمن المهر الذي يمنحه الشاب لزوجة المستقبل والذي في الأصل يتجاوز غالباً حاجز الـ100 ألف ريال.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار القاعات يشكل عائقاً ويؤخر سن الزواج ويؤثر أيضاً على الزوجة حيث يصبح الزوج مديوناً ومن ثم تحدث العديد من المشاكل الزوجية خصوصاً مع زيادة المسؤوليات.
أكدوا أن الاقتراض من البنوك ليس حلالاً .. شباب لـ الراية:
مطلوب صندوق لدعم المقبلين على الزواج
ارتفاع المهور وراء تأخر سن الزواج وزيادة العنوسة
الدوحة - الراية:
يؤكد الشباب ان تكاليف الزواج المرتفعة أهم اسباب الاحجام عن الزواج ، وارتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات.
واشاروا الى ان تراكم الديون على الشباب يجعلهم مكبلين بالاعباء في اول سنوات حياتهم الزوجية ، وينعكس على استقرار الاسرة ، وهو ما يزيد حالات الطلاق في السنوات الاولى من الزواج.
ويقول احمد عبدالله: راتبي 8 آلاف وإذا تزوجت فلن يكون أمامي سوى الاقتراض من البنك وهذا يعني أنني سأظل مدينًا حتى بعد الزواج فضلاً عن إيجار السكن الذي ارتفع والدخل لا يتناسب ومصاريف الزواج وتكاليفه فضلاً عن أن هناك حفلة خطوبة وهي لها شروط معينة تصل تكاليفها إلى 40 أو 50 ألفًا وعندما حسبتها مع نفسي فوجدت أن تكاليف زواجي تصل إلى 320 ألف ريال فمن أين لي بهذا المبلغ الكبير وراتبي ودخلي معروف وثابت لذلك سوف أحجم عن الزواج.
ويضيف: المبالغات غير الطبيعية في الأعراس ساهمت في ارتفاع كلفة الزواج، فكلفة إقامة العرس الواحد تكفي أحيانًا لتزويج العديد من الشباب والفتيات،لكنّ حبّ المظاهر تغلّب على نفوس الآخرين وصار هناك أشبه ما يكون بالتنافس بين العائلات، حيث يبدأ هذا التحدي من قاعة الأفراح وصولاً إلى الزينة والديكورات واتباع كل ما هو فخم وراقٍ، وبما أن هناك الكثير من المواطنين قادرون على دفع هذه الأموال فلماذا لا تفتح قاعات تُعلن عن أسعار باهظة الثمن.
وتقول فاطمة البهيري: إن كل فتاة تحلم بليلة زفاف لائقة بها وبمجتمعها وبالضيوف الذين سوف تتم استضافتهم، لذا لابد من حجز أفخم القاعات في الفنادق وإن كلّفت الكثير من المال فهذا لا يهمها مادام العريس هو من سيدفع، وأضافت أن سعر القاعة قد يوازي سعر المهر والجهاز، ورغم ذلك توافق " البهيري" على صرف هذه المبالغ مقابل ليلة العمر.
ويقول حمد المري :الشباب ضحية تحكم بعض الأسر في ارتفاع قيمة المهور وارتفاع إيجارات قاعات الأعراس وتكلفة عشاء المدعوين،ما ساهم في ارتفاع تكلفة الزواج وبالتالي زيادة نسبة العنوسة وتأخر معدلات زواج الشباب في قطر.
ودعا زيد الطيب إلى إنشاء قاعات أعراس اقتصادية تدعمها الدولة وتكون تابعة للبلديات المختلفة، حيث تتميز تلك القاعات بالإمكانات المتميزة والمساحات الواسعة والأسعار المنخفضة التي تنافس قاعات الأعراس الخاصة وقاعات الفنادق الكبرى التي تستغل نقص عدد القاعات وترفع أسعار خدماتها.
وأضاف :الأسعار الحالية لقاعات الأعراس مرتفعة جدًا ولا تتناسب مع الدخل الشهري وأنا اليوم في حيرة من أمري، فكيف لي أن أدبر إيجار مثل هذه الصالات، إلا إذا قمت بالحصول على سلفة من البنك لتأمين مصروف الزفاف وهذا سيجعلني في أزمة مالية سأعاني منها بعد الزواج.
يقول السيد أحمد فخرو إن المهر وتكاليف الزفاف قد تصل الى نصف مليون ريال ويتساءل : لدي 4 أولاد كيف أخطب لهم واتحمل التكاليف، فالمهر المرتفع أصبح من أهم العوائق أمام الشاب الذي ينوي الزواج خصوصاً أنه يكون في بداية تكوين حياته العائلية والمهنية ، ونجد أن الكثير من الفتيات يبالغن في الطلبات كحفل الزفاف والفستان والمنزل الفخم غير مباليات بقدرة الشاب المادية.
ويقول عبد الله ابراهيم : يجب أن يكون هناك صندوق مخصص لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج لتشجيعهم على التقدم للزواج بعدما شهدنا منذ فترة تراجعا لسن الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة بحيث لا يخلو بيت من وجود فتاة أو اثنتين قد فاتهن قطار الزواج، ومن هنا ضرورة الالتفات الى هذه الظاهرة والعمل على الحد من انتشارها، وذلك بالتعاون مع الأهل الذين عليهم عدم تعقيد الأمر بالمطالب الكثيرة والمهر المرتفع، والفتاة بالتخلي عن المظاهر الفارغة المتبعة كحفل زفاف يكون عبارة عن سهرة من البذخ ، والجمعيات الخيرية والدولة يقع على عاتقها ايجاد منح ومبلغ معين لكل شاب قطري مقبل على الزواج ويعاني من صعوبة في أوضاعه المادية .
بينما يقول يوسف حداد إن غلاء المهور مرتبط بالغلاء الذي تشهده البلاد فكلما نشهد زيادة في المعاشات نجد ارتفاعا في اسعار المهور وأسعار قاعات الحفلات التي أصبح الحفل بداخلها يكلف مبالغ خيالية ويجد الشاب نفسه أمام الديون في بداية حياته لتسديد الأقساط التي على عاتقه.
يعتبر عبد العزيز بن علي أن ظاهرة العنوسة المخيفة المنتشرة في مجتمعنا احدى نتائج المهور المرتفعة وأن واحدا من اكبر اسباب الطلاق في مجتمعنا هو غلاء المهور حيث ان غلاء المهور يدفع بالشاب المسكين في بداية حياته الى الاقتراض من أجل المهر والبذخ ومصاريف العرس المبالغ فيها. ربما تصل احيانا الى اكثر من مليون ريال. ومن هنا تبدأ المشاكل والمحاكم والقضايا وتبدأ المشاكل الزوجية التي تؤدي للطلاق.
يقول عبد الله لماذا تطلب البنت أو أهلها مهرا عاليا والرجل سوف يصرف عليها ما بقي من عمره وسيوفر لها المسكن والمشرب والمأكل والملبس اليس الأصل أن يسأل الأهل عن أصل الشاب وأخلاقه ودينه قبل الطلب منه مطالب شبه مستحيلة عبر أرقام خيالية يطلق عليها اسم مهر، وهو في بداية تكوين حياته مما يدفعه للاستدانة ويكمل متسائلاً أين نحن من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " أقلهن مهرا أكثرهن بركة ؟
أما خديجة فتقول على الأهل أن يخففوا من غلوائهم في سبيل إسعاد ابنتهم في حياتها الجديدة وتيسيرها بدل التغالي في رفع قيمة المهر أكثر واكثر. ومن هنا على الجهات المعنية تيسير زواج الشباب لبناء الأسرة السعيدة من ناحية وخفض نسبة العزوبية من ناحية أخرى. وتقع المسؤولية في خفض نسبة العنوسة في مجتمعنا على كاهل أهل الفتيات المقبلات على الزواج . الأرقام التي تطلب كمهر لم تعد تصدق وكأننا في مزاد يحاول كل أهل فتاة المزايدة على العائلة الأخرى. والتي تبدأ بالسبعين ألف ريال وصولاً الى اللامتناهي .
الشيخ خالد الهنداوي:
الإسلام يرفض المهور الكبيرة
الدوحة - الراية:
يؤكد فضيلة الشيخ خالد الهنداوي أن الإسلام لم يحدد المهور ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن أيسر النكاح أيسرهم مهراً فقد قدم أحد الصحابة خاتماً من حديد لتسهيل نكاحه.
وقال: في يومنا هذا أصبح غلاء المهور ظاهرة خطيرة صحيح أن الإسلام لم يحدد المهور لكن عندما يصبح المهر غاليا بشكل فاحش ويؤدي الى عزوف الشباب عن الزواج وتنتشر العنوسة عند الفتيات المسلمات يؤدي ذلك الى انحراف المجتمع وعلو صوت الانحراف على صوت العفاف والاستقامة. وهذا ما نلمسه في بلادنا العربية من انتشار الكثير من الفسق والفجور فياليتنا سهلنا النكاح عبر تخفيض المهر.
واشار أن أحد الأخوة زوج ابنته بمهر لا يتعدى الألف ريال، ورغم ذلك حذف منه 100 ريال، ليقبل بـ 90 ريالاً. فعندما يجد العريس أن الفتاة رضيت بهذا الشيء القليل يعتبر أن الزواج مسؤولية ويسعى لصون كرامتها لانها تزوجته وقبلت بالقليل فبعد أن يسهل الله عليه يكرمها بمئات الآلاف من الريالات، ولكن من أجل التسهيل يجب أن يرضى الأهل بالقليل من المهر ونبتعد عن العادات التي تكلف بعضها أكثر من المهر كحفلات الزفاف والهدايا وهذه أعراف ليست حسنة. فالعرف نوعان عرف حسن وعرف قبيح، فنحن يجب أن نحدث التوعية في أوساط أولياء الأمور الآباء والأمهات وعبر وسائل الإعلام والدولة والشاشات الفضائية، وإيراد أمثلة كيف أن الله عز وجل بارك بهذا الزواج الذي يكون لأجل يسر الحال، وليس فيه تضخم وبزخ. ومن وراء تعقيد الزواج نتج عن ذلك شبان وفتيات ضائعون يسيرون وراء المحرمات فلو سهلنا لهم زواجهم لكان الزواج أكثر بركة. وحوادث كثيرة شهدنا عليها وهي عنوسة الفتاة بسبب تعنت الأهل والتشدد بالمهر الكبير ما يؤدي إلى عدم إتمام الزواج ، فالمغالاة في المهور ظلم بحق الفتاة التي يعقد الأهل لها زواجها.
د.موزة المالكي:
فتيات يطالبن بتخفيض تكاليف الزواج
وتقول د.موزة المالكي الكاتبة والأخصائية النفسية : لا يوجد غلاء في المهور ولكن المشكلة تكمن في زيادة تكاليف الزواج والتي تشمل تجهيز بيت الزوجية بأحدث الديكورات ، واقامة عرس اسطوري في قاعات 7 نجوم والاستعانة بمصمم عالمي لتصميم فستان الزفاف .
وتضيف: المهر بحد ذاته لا يذكر في عقود الزواج في قطر ولا يذكر مؤخر، نادراً ما يطلب ولي الأمر مهرا لأجل ابنته ولكن يطالبون بتكاليف زواج حيث تتباهى كل فتاة بين رفيقاتها بتكاليف حفل زفافها وسعر الفستان الذي تصممه عند أحدى المصممين المشهورين.
وتقول : في حال وجود اتفاق بين الشاب والفتاة على الزواج يستطيعان إقناع الاهل بتخفيض تكلفة الزواج ، وقد قابلت فتيات أصررن على عدم اقامة حفلة زفاف كبيرة مراعاة لوضع زوج المستقبل الذي كان في مرحلة التخرج وليس على قدرة لإجراء فرح وقد تحملت كلام الناس المنتقد للفتاة التي لا تقيم حفل زفاف كبير.
وتضيف: فمن الممكن أن تحاول الفتاة ارضاء أهلها بحفل بسيط يقتصر على حفل حنة والمهر الذي يكون بسيطا ويذكرنا الحديث بالشريف (أقلهن مهرا أكثرهن بركة).
الشيخ الشحات فريد:
العنوسة تهدد استقرار المجتمع
الدوحة - الراية:
يقول الداعية الشيخ الشحات فريد : يجب أن تكون شروط الوالدين للزواج هو التزام الشاب بالأخلاق الطيبة والحسنة وان يكون صادقا وأمينا وهذا المطلوب وأن يسير على الطريق الذي يرضاه الله سبحان وتعالى .
ويضيف: أما وضع عقبات في طريقه والتي تتمثل في المهر المرتفع قد تؤدي بالشاب الى العزوف عن الزواج مما يؤدي الى انتشار العنوسة في الوطن العربي بسبب تعنت الوالد والوالدة. فالمهر أصبح بمثابة عقد سلعة، فالزواج في الحقيقة هو عبارة عن حياة طيبة يسعد لها الزوجان وربنا يتولى الإنفاق والتوسيع على الزوجين الذين يكونون متوسطي الحال. فالزوج لا يرفض بسبب المادة وضعف الحال وربنا أوصى أن ينفق كل ذو سعة من سعته فالمهر يكون على قدر استطاعة العريس فالشاب يرفض في حال كان غير مستقيم وليس ذا أخلاق حميدة وليس من أجل عدم قدرته على دفع المهر الباهظ أو إنفاق على حفلات زفاف اسطورية. فالأهل دور مهم في اعانة الشاب على البدأ بحياته وليس على وضع العراقيل أمامه.
وغلاء المهور هو ظاهرة سلبية، ولها آثارها على المجتمع فقد تعطلت الكثير من الزيجات بسبب غلاء المهور، والمهر يتوقف على حال الشاب المادية المتقدم للزواج، فالاسلام لم يتدخل في تحديد قيمة المهر ولكنه ترك الأمر للأهل بحيث يجب مراعاة الأمر الأهم هو ستر الفتاة وتسهيل زواجها من شاب ذي أخلاق حميدة ومستقيم.
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» شهر رمضان يؤجل حفلات الأعراس بالمغرب
» عودة الموروث الحجازي إلى حفلات الأعراس في مكة الكرمة
» عروس تجمع تكاليف عرسها عبر تويتر
» الشورى يطالب وزارة العمل بالتدخل لخفض تكاليف الاستقدام
» عودة الموروث الحجازي إلى حفلات الأعراس في مكة الكرمة
» عروس تجمع تكاليف عرسها عبر تويتر
» الشورى يطالب وزارة العمل بالتدخل لخفض تكاليف الاستقدام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى